اقتحم مؤيدو جماعة الاخوان المسلمين بمصر مبنى حكوميا في العاصمة واحرقوه يوم الخميس في حين حاولت عائلات التعرف على مئات من الجثث المشوهة التي تراكمت في مسجد بالقاهرة بعد يوم من مقتلهم برصاص قوات الامن. وقالت وزارة الصحة المصرية ان 623 شخصا قتلوا واصيب الالاف في اسوأ يوم من العنف الاهلي في التاريخ الحديث للبلاد.ويقول مؤيدو الاخوان ان عدد القتلى اعلى بكثير اذ لم تحص السلطات بعد مئات الجثث التي نقلت الى مسجد قريب من موقع الاعتصام الذي هاجمته قوات الامن في شمال شرق القاهرة لتفريق مؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي.ونقل التلفزيون الحكومي عن وزارة الداخلية قولها ان قوات الامن ستستخدم مجددا الذخيرة الحية للرد على اي هجمات عليها او على المنشآت العامة.وسيجتمع مجلس الامن الدولي في وقت لاحق يوم لبحث الوضع بناء على طلب من بريطانيا وفرنسا واستراليا اعضاء المجلس.وانهمرت الإدانة الدولية على حكام مصر المدعومين من الجيش بعدما أمروا باقتحام اعتصامين مؤيدين لمرسي صباح يوم الاربعاء بعد ستة اسابيع من عزل الجيش لأول رئيس منتخب ديمقراطيا للبلاد بعد خروج احتجاجات حاشدة على سياساته خلال عام في المنصب.وقالت وزارة الخارجية الأمريكية انها ستراجع المساعدة لمصر "بكل الاشكال" بعدما الغى الرئيس باراك اوباما خططا لمناورات عسكرية مقررة مع الجيش المصري الذي تقدم له واشنطن مساعدات سنوية بقيمة 1.3 مليار دولار.قال اوباما "تندد الولاياتالمتحدة بشدة بالخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية المؤقتة وقوات الامن."واضاف "نحن نأسف لاستخدام العنف ضد المدنيين وندعم الحقوق العالمية التي لا غنى عنها للكرامة الانسانية بما في ذلك الحق في الاحتجاج السلمي."وحذر وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل نظيره المصري عبد الفتاح السيسي من ان "العنف والخطوات غير الكافية نحو المصالحة تعرض عناصر مهمة لتعاوننا الدفاعي القائم منذ فترة طويلة للخطر."وقال دبلوماسيون غربيون لرويترز إن مسؤولين كبارا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي كانوا على اتصال مع حكام مصر حتى اللحظة الاخيرة وناشدوهم عدم اصدار اوامر لقوات الامن بفض الاعتصامين بالقوة.ووردت تقارير عن احتجاجات يوم الخميس لكن لم تتكرر اراقة الدماء التي حدثت يوم الاربعاء. وفي الاسكندرية ثاني اكبر المدن المصرية شارك المئات في مسيرة واكدوا انهم سيعودون لاجل "شهدائنا".وقال المتحدث باسم الاخوان المسلمين جهاد الحداد ان الغضب "خرج عن السيطرة" داخل الحركة الاسلامية التي اسست قبل 85 عاما ولديها ملايين المؤيدين في انحاء مصر.وقال انه "بعد ما نتعرض له من ضربات واعتقالات وقتل صارت الانفعالات اقوى من ان يوجهها احد."واحصت رويترز 228 جثة في مسجد الايمان بالقاهرة قرب موقع الاعتصام الاكبر لانصار مرسي وكانت الجثث مرتبة في صفوف وقد لفت بالاكفان.وثبت المسعفون أعواد بخور مشتعلة في كتل الثلج التي تغطي الجثث ورشوا معطرا للجو لتغطية الرائحة الكريهة الناجمة عن تحللها.وأزاح بعض الرجال الأكفان للكشف عن الجثث التي كان بعضها متفحما وجماجمه مهشمة وأخرى مليئة بثقوب ناجمة عن الإصابة بالرصاص في الرأس والصدر. وجلست بعض النساء يبكين بجوار بعض الجثث بينما تعانق رجلان وهما يبكيان بجوار جثة أخرى.ويبدو أن الجثث التي جمعت هناك بسبب امتلاء المشارح والمستشفيات ليست جزءا من الاحصاء الرسمي لعدد القتلى البالغ 623 شخصا الذي يضم ايضا اكثر من 40 من الشرطة ومئات قتلوا في اشتباكات خارج العاصمة.وتجمع عدة آلاف من الناس في ميدان خارج المسجد ورددوا "الجيش والشرطة ايد وسخة".وفي شطر الجيزة من العاصمة المصرية الواقع على الضفة الغربية من النيل اضرم مؤيدو مرسي النار في مبنى المحافظة وقال التلفزيون الحكومي إن ضابطي شرطة قتلا في هجوم مسلح على نقطة تفتيش تابعة للشرطة في محافظة القليوبية المتاخمة للقاهرة.وعزل قائد الجيش السيسي مرسي من السلطة يوم الثالث من يوليو تموز بعد الاحتجاجات الشعبية الحاشدة على سياساته بسبب عدم احراز تقدم في الاصلاح الاقتصادي والمخاف من "اخونة" الدولة بنشر مؤيدي الاخوان في المواقع المهمة.وتؤكد السلطات وحلفاؤها الذين يسيطرون على كل وسائل الاعلام داخل مصر على ان المشاركين في الاعتصامين المؤيدين لمرسي كانوا مسلحين رغم ان صحفيين دوليين لم يروا سوى دليلا محدودا على وجود اسلحة غير العصي والحجارة.وتعرضت كنائس في انحاء البلاد لهجمات واحرق كثير منها يوم الاربعاء الأمر الذي اثار المخاوف من رد فعل اسلامي عنيف ضد الاقلية المسيحية التي تمثل عشرة في المئة من سكان البلاد.وساد الهدوء الى حد كبير في القاهرة والمناطق الاخرى ليل الاربعاء بعدما اعلنت الحكومة المدعومة من الجيش حالة الطواريء لمدة شهر وفرضت حظرا للتجول في العاصمة واكثر من عشر مدن اخرى من السابعة مساء حتى السادسة صباحا.ستمر العمل في اغلب الشركات المصرية الكبرى وقالت مصادر في صناعة الشحن ان قناة السويس تعمل كالمعتاد لكن بورصة القاهرة اغلقت وامر البنك المركزي البنوك باغلاق ابوابها يوم الخميس.واوقفت بعض الشركات الدولية الانتاج في مصانعها في القاهرة وحولها ومنها الترولكس وجنرال موتورز.