جماعة سعداني تحصل على "رخصة ليلية" جديدة لعقد اللجنة المركزية بلعياط: قرار مجلس الدولة نصر من الله معركة قانونية وإجرائية طاحنة تخفي صراعا للسيطرة على حزب جبهة التحرير الوطني، كان مقرا الأفالان ومجلس الدولة وفندق الأوراسي ومقر ولاية الجزائر، إضافة إلى مراكز قرار أخرى، مسرحا لها، ففيما أصدر مجلس الدولة حكما يلغي رخصة تنظيم الدورة العادية للجنة المركزية اليوم بفندق الأوراسي، لجأ جناح عمار سعداني إلى تجاوز القرار القضائي بطلب رخصة جديدة لتنظيم اجتماع استثنائي بدل العادي الذي ألغاه القضاء وهو ما تحقق له. أمر مجلس الدولة، أمس، في حكم له في الملف رقم 093771 بإلغاء الترخيص الممنوح من قبل مدير التقنين والشؤون العامة بولاية الجزائر، بتاريخ 21 أوت، لأعضاء في اللجنة المركزية بتنظيم دورة عادية لهذه الأخيرة، وإلزام السلطات العمومية بتنفيذ قرار المنع. وانتصر المجلس في حكمه لقياديين في الأفالان طعنوا في الرخصة، من بينهم عبد الكريم عبادة وصالح ڤوجيل ومحمد بوخالفة، وقبل المجلس استئنافهم في الحكم الصادر يوم الاثنين عن المحكمة الإدارية التي أيدت تنظيم الاجتماع. وأثار قرار مجلس الدولة فرحة عارمة بمقر الأفالان، وبدت البهجة واضحة على وجوه أقلية من أعضاء اللجنة المركزية، بعد تلقي الخبر من المحامي حمدي خوجة، وراح الجميع يستنسخ نص الحكم ويتلوه على معارفه عبر الهاتف. وتلذذ عبد الرحمان بلعياط، منسق الأفالان، الذي شرع في الصبيحة في جمع أوراقهم الخاصة تحسبا لانتهاء مهامهم، في قراءة منطوق الحكم الذي أعاد إليه الروح. وأشاد بلعياط بمجموعة القياديين الذين رفعوا الدعوى وتمسكوا بأمل إلغاء الدورة، مشيرا بهذا الخصوص: ”لولاهم لذهبت جبهة التحرير للجحيم”، مضيفا بهذا الخصوص أن ”المبادرة جاءت من قبل أشخاص كانت لهم الشجاعة والغيرة على الحزب”. واعتبر أن القضاء وجه ”رسالة للشعب الجزائري بوجود عدالة مستقلة”، مضيفا أن القرار ”نصر من الله”. وأخذ بلعياط، الذي لم يشارك في رفع الدعوى، وقتا في تبرير ذلك، وقال إن قراره استند إلى منطق عدم الانحياز إلى أي من طرفي النزاع، لكنه أشار إلى رفضه المشاركة في اجتماع فندق الأوراسي، وارتكاب ما أسماه ”الخيانة العظمى”. واستدرك لاحقا: ”الحكم الصادر عن القضاء انتصار للحزب وللمناضلين”. وبدوره، قال عبد الكريم عبادة، أحد المبادرين بالدعوى، إن بلعياط سيبقى مسؤولا للحزب إلى غاية التئام دورة اللجنة المركزية، معلنا رفضه لبقاء المكتب السياسي لمساهمته في تعطيل عقد دورة اللجنة المركزية. وقبل انتهاء بلعياط من اللقاء الصحفي الذي نشطه مساء أمس بمقر الحزب في حيدرة، تسارع حضور أعضاء في اللجنة المركزية تسللوا من فندق الأوراسي بعد تلقيهم التطورات المتسارعة. ورغم خسارة الجولة، لم يستسلم جناح سعداني، حيث سارع، حسب مصادر من المنظمين، إلى طلب رخصة جديدة لتنظيم اجتماع في نفس المكان والتاريخ، وأبلغ سعداني، الذي يتصرف ك ”أمين عام فعلي”، أنصاره القلقين بأن الأمور في طريقها إلى التسوية. وعلم بهذا الخصوص أن عضو المكتب السياسي للحزب، محمد عليوي، طلب رخصة جديدة للالتفاف على قرار مجلس الدولة، من خلال طلب رخصة دورة استثنائية. وعلمت ”الخبر” من مصادر في ولاية الجزائر أن وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، تدخل لدى مصالح الولاية لتمكين جماعة سعداني من إكمال ملف طلب الرخصة، وهو ما تم. وصرف أنصار سعداني النظر عن العودة للقضاء نظرا لبطء العملية. وقالت مصادر من المنظمين إن اللجنة المركزية ستعقد في أوانها، وأن هناك قرارا من الدولة (جناح على الأقل) بتنظيم الحدث. وقالت نشرة التلفزيون الرسمي إن الدورة ستعقد الخميس، ما أضفى هدوء على المنظمين، في انتظار معركة فندق الأوراسي المقررة اليوم ومواجهة أخرى في القضاء في الساعات القادمة. كما علمت ”الخبر” أن مديرية الأمن لولاية الجزائر أعدت مخططا أمنيا استثنائيا، حول وداخل فندق الأوراسي ومقر الحزب بحيدرة، بدءا من الساعات الأولى من اليوم الخميس.