اعتبر عبد الرحمن بلعياط منسق حزب جبهة التحرير الوطني إن إلغاء رخصة تنظيم دورة اللجنة المركزية انتصار للقضاء و نوعا من العدالة الإلهية . وقال في لقاء صحفي بمقر جبهة التحرير الوطني مباشرة بعد سحب القرار التنفيذي القاضي بإلغاء الرخصة التي منحتها وزارة الداخلية لدورة المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني "أن القضاء وجه رسالة للشعب الجزائري بوجود عدالة مستقلة ، وفيه رجال ونساء ينتصرون للحق في الجزائر". وتحدث بلعياط بعنفوان وهو يلقي على الصحفيين منطوق الحكم، معتبرا إياه نصرا من الله للحق و المظلومين. وأشاد بلعياط بقوة بزملائه الذين حركوا الدعوى ضد ولاية الجزائر لإلغاء الرخصة، واعتبرهم ضمير الجزائر و الحزب مشيرا لولاهم لذهبت جبهة التحرير للجحيم. وقال يجب أن يؤول الحزب إليهم ، مقترحا تشكل قيادة جدية تتولى تسيير الحزب للفترة المقبلة. وبرر بلعياط عدم التحاقه بأصحاب الدعوى بحساسية موضعه، وقال انا مسؤوليتي خطيرة لأني مؤتمن على مسؤولية خطيرة أي تسيير الحزب.مدافعا عن أدائه في الساعات الأخيرة مشيرا إلى رفضه المشاركة في اجتماع الاوراسي رغم الاغراءات و الضغوط، على حد تعبيره. وقال لن أخضع للضغوط في أي ظرف حتى لا ارتكب خيانة عظمى ، ورفض بلعياط مجاراة عبد الكريم عبادة الذي أعلن سحب البساط من تحت أقدام المكتب السياسي، والاعتراف فقط بشرعيته وحده أي منسق الحزب. ومد بلعياط يده لأعضاء اللجنة المركزية الذي كانوا يستعدون للإطاحة به وانتخاب أمين عام جديد ، وتحدث من وراء علب حفظ الأوراق ، التي جمعها استعداد للرحيل، قبل انقلاب الموقف ، وأوضح أن القرار انتصار للحزب ككل، وليس انتصار مناضلين ضد آخرين. وأضاف انه سيطلق مشاورات جديدة في الفترة المقبلة للإعداد لدورة الجنة المركزية في اقرب الآجال، مكررا مواقفه السابقة بضرورة تحضير الأجواء المناسبة لانعقاد اللجنة وسار قياديون في الحزب في الاجتماع ذاته في نفس منوال بلعياط و أشادوا بالقضاء و استقلاليته، لكن عبد الكريم عبادة أظهر موقفا متشددا، و أعلن سحب الثقة من المكتب السياسي. وشهد مقر الأفلان عقب صدور الحكم حج عشرات من أعضاء اللجنة المركزية لإعلاء ولائهم لمنسق الحزب، مطلقين فندق الاوراسي، بينما لم يتوقف رنين الهواتف كما تتوقف عبارة "رانا غلبناهم" عن الترديد.