كشفت مجلة "فوربيس" الأمريكية عن قائمة الأدباء الأكثر مبيعا في العالم خلال سنة 2013، ويبدو أن شهية القارئ في العالم تفتحت على الروايات الجنسية وقصص الإثارة، كما بيّنت القائمة الهوّة الكبيرة الموجودة بين الأدب العالمي والعربي، حيث لايزال هذا الأخير يعيش في عزلة عن العالم. رغم محاولات عديد الكتاب الولوج إلى عوالم الإثارة في العالم العربي، بالحديث عن الجنس وحتى الشذوذ الجنسي، كما سجل الأديب علاء الأسواني في عمارة يعقوبيان تجربة كسر الحدود الحمراء، وصفت بأنها عالمية، غير أن ”فوربيس” لها رأي آخر في الموضوع بالنسبة لرقم الأرباح التي تحققها الروايات العربية مقارنة بالأمريكية. وبينت قائمة ”فوربيس” حجم العزلة التي يعيشها الأدب العربي بصفة عامة والجزائري خاصة، عن العالم ككل، رغم ما تقدمه روايات الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي والكاتب ياسمينة خضرا والمصري علاء الأسواني الذي ترجم عمله الشهير ”عمارة يعقوبيان” إلى 17 لغة، وغيرهم من كتاب تغزلوا بكسر الطابوهات المعروفة على الصعيد العربي، وهم أدباء نقلت أعمالهم شاشات التلفزيون، إلا أنهم لم يصلوا إلى رقم ملايين الدولارات من المبيعات على غرار الكاتبة سيوزن كولينز، مؤلفة كتاب ”مباريات الجوع”، التي حصلت على 55 مليون دولار، ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة في تصنيف الأدب الأكثر مبيعا في العالم خلال سنة 2013، كما تؤكد المجلة أن تصوير الرواية تلفزيونياً ساعد على رفع أجر الكاتبة، وكانت قد حصلت من خلال التصوير على 690 مليون دولار. ويظهر، حسب ترتيب مجلة ”فوربيس” العالمية هذا العام، أن القارئ الغربي تحديدا يستهويه أدب القصص الجنسية والإثارة، كما شمل تصنيفها الأحدث عن الروايات العالمية الأكثر مبيعا سنة 2013. وأشارت المجلة إلى أن الكاتبة البريطانية إيريكا ليونارد جيمس، مؤلفة ثلاثية الإثارة الجنسية ”خمسون درجة للرمادي”، تتصدر المرتبة الأولى في قائمة الكتّاب الأعلى أجراً في العالم. وحسب تصنيف المجلة التي نشرت القائمة الكاملة على موقعها الإلكتروني، فإن جيمس قد تسلمت خلال الأشهر ال12 الأخيرة 95 مليون دولار. وتؤكد المجلة أن التسويق الناجح ل”خمسون درجة للرمادي” يرتبط، وليس بالدرجة الأخيرة، بتطور الكتب الالكترونية، ما يسمح لمحبي روايات الإثارة الجنسية بقراءتها في الأماكن العامة، دون الخوف من الانتقاد. ونلمس من خلال نفس القائمة توجه القراء سنة 2013 نحو القصص الجنسية والمغامرات المثيرة، حيث عادت المرتبة الثانية إلى الكاتب الأمريكي جيمس باتيرسون، بروايته المليئة بالإثارة عن الطبيب النفسي أليكس كروس، حيث ظل يشغل المرتبة الأولى في هذا التصنيف لمدة ثلاثة أعوام، لكنه شغل هذه المرة المرتبة الثانية. وتؤكد مجلة ”فوربيس” أن الروايات التي تتناول قصص الجنس والإثارة، ستواصل صناعة قائمة ”فوربيس” السنة القادمة.وتضع مجلة ”فوربيس” الأدب الأمريكي في قائمة الأدب الأكثر مقروئية في العالم، كما صنّفت القائمة الإعلامي والكاتب الأمريكي إل أورايلي صاحب رواية ”اغتيال لينكولن” و”اغتيال كينيدي” في المرتبة الرابعة، تليه الكاتبة دانيال ستيل الشهيرة بالروايات الرومانسية والعاطفية التي حققت 26 مليون دولار من المبيعات هذا العام، كما ضمت القائمة الكاتب الأمريكي جيف كيني المتخصص في الكتابة للأطفال والمراهقين، ودان براون صاحب رواية ”جحيم” وصاحبة رواية ”الرمز المفقود” التي تصنف من الروايات المثيرة لأبعادها الغامضة، بينما عادت المرتبة العاشرة إلى ستيفن كينغ. غير أنه وحسب قوائم ”فوربيس” التي تأسست سنة 1917، فإن النخبة العربية بشكل عام من أدباء وفنانين وموسيقيين، لاتزال بعيدة جدا عن دخول عالم الأرقام الكبيرة، وتحتاج إلى نهضة في مجال الإبداع، فأرقام أعمال كبار الممثلين العرب، مثل عادل إمام والمغني الشاب خالد وغيرهم، لم تتجاوز حدود الواحد بالمائة من الأرقام التي يحصدها المتربعون على قوائم ال«فوربيس”، باستثناء التواجد المحتشم لبعض ملوك الخليج في قوائم أغنياء العالم التي تعدها المجلة في نسختها الإنجليزية العالمية كل سنة. وبالنظر إلى ما وضعته المجلة الأمريكية المشهورة ”فوربيس” من تصنيفات للمشاهير في العالم من نجوم التلفزة والإذاعة والموسيقى والرياضة والأدب، يبدو قطاع السمعي البصري في العالم العربي في حالة يرثى لها هو الآخر، رغم الحديث عن الزخم الإعلامي العربي وانتشار أزيد من 600 قناة عربية، فقط على النايل سات، إلا أن كبار الإعلاميين العرب بحاجة إلى العمل مدة 50 سنة للوصول إلى ربع المبلغ الذي تحققه المذيعة العالمية أوبيرا أوينفري التي تربعت على عرش ”فوربيس” بين الإعلاميين لأربع مرات متتالية، بتقاضيها السنة الماضية مبلغ 165 مليون دولار سنويا.