برزت خلافات الدول الاوروبية الجمعة حول الاهمية التي ينبغي منحها لتقرير مفتشي الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيميائية في سوريا والذي طلبت المانيا نشره في اسرع وقت ممكن. وطمأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شركاءه الاوروبيين في ختام قمة مجموعةالعشرين في سان بطرسبورغ بالتاكيد ان فرنسا ستنتظر تقرير مفتشي الاممالمتحدة بشأن هجوم 21 اب/اغسطس الكيميائي في ريف دمشق قبل بدء اي عمل عسكري ضد النظام السوري.وقد لبى بذلك رغبة مشتركة اعربت عنها اكثرية وزراء الخارجية في الاتحادالاوروبي المجتمعين الى السبت في فيلنيوس "لتنسيق" مواقفهم حول الملف السوري.اما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فاعلن لوكالة فرانس برس عند وصوله الى العاصمة الليتوانية ان "المسالة تكمن في معرفة ما اذا حصلت مجزرة كيميائية ام لا. لكن الانبات الجميع يقولونها، بمن فيهم من نفى في البدء هذا الهجوم الكيميائي".واضاف ان "المفتشين سيجيبون عن هذا السؤال الذي يعرف العالم برمته جوابه". لكنهم "ليسوا مكلفين التحقيق" في "المسالة الاخرى وهي حاسمة ولدينا اثباتات عليها: من ارتكب المجزرةالكيميائية؟".وتابع فابيوس "الكثيرون يقولون لي +ينبغي انتظار تقرير المفتشين+ لكن هناك امكانية لخيبة امل".ومتحدثا بعد دقائق شدد نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي على ضرورة الاطلاع على "التقرير المستقل" لخبراء الاممالمتحدة قبل اتخاذ قرار حول الردالمناسب.كما اعرب عن ادراكه لضيق الوقت مطالبا الاممالمتحدة "بتسريع" عملها "كي نتمكن في اسرع وقت من الحصول على نتائج فريق المفتشين".ولم يحدد موعد لنشر التقرير لكن المفتشين الذين انهوا مهمتهم في 30 اب/اغسطس كانوا مصممين على العمل"سريعا" على العينات الماخوذة بحسب الاممالمتحدة. وقالت مصادر دبلوماسية ان الخيار المثالي هو ان يعرف مضمون تقريرهم بحلول الاثنين، يوم تصويت الكونغرس الاميركي على التدخل العسكري.واعتبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت ان انتظار التقريرسألةمبدا للمجتمع الدولي، لان "الهنود والبرازيليين والصينيين وغيرهم يعتبرون ان المعلومات الصادرة عن الاستخبارات الاميركية ليست كافية".وتابع "فلننتظر لنرى ما اكتشفه المفتشون حول المواد الكيميائية المستخدمة وانتاجها وحجمها ومصدر تصنيعها".ودعا وزيرخارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن الى التحلي بالحذر ملخصا المعضلة التي يواجهها كثير من العواصم الاوروبية بالقول "بالنسبة الى دول كثيرة من الماسوي الاضطرار الى الاختيار من جهة بين موقف الولاياتالمتحدةوفرنسا اللتين تشكلان الى حد ما مرجعا فيتفسيرالقانون الدولي، ومن جهة اخرى بين القواعد الاساسية للامم المتحدة".في هذا المناخ يبدو صعبا على فابيوسالتوصلقبل انتهاء اجتماع فيلنيوس منتصف يوم السبت الى ان يقر الاوروبيون "كحد ادنى" بمسؤولية نظام دمشق عن "المجزرة" الكيميائية.كما تبدو المرحلة التالية، اي الاتفاق على مستوى الاتحاد الاوروبي على مبدا الضربات المحددة الاهداف، بعيدة المنال حتى مع مشاركةوزير الخارجية الاميركي جون كيري في اجتماع فيلنيوس صباح السبت للضغط من اجل ذلك.وافادت مصادر دبلوماسية انه في حال عدم الموافقة على الضربات فعلى واشنطن وباريس الحصول على ضمانات الا يدين اي من اعضاء الاتحاد الاوروبي الهجوم.