كشفت صحيفة العرب اللندنية ان أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني يبحث جدّيا في كيفية إيجاد موقع سياسي دولي لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجيته السابق حمد بن جاسم بعد أن تخلى عنه الأمير الجديد (تميم) للإمارة النفطية، وذلك عن طريق ترشيحه لمنصب "أمين عام للأمم المتحدة" خلفاً لبان كي مون، الذي تنتهي ولايته نهاية عام 2016.ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية قريبة من الاسرة الحاكمة القطرية أن الأمير الأب يركز حاليا على كيفية جعل حمد بن جاسم يتولى موقع الأمين العام للأمم المتحدة ، وانه يعتقد أن قطر قادرة على القيام بحملة دبلوماسية تصب في صالح رئيس الوزراء السابق حتى يصل الى موقع الأمين العام للأمم المتحد.ولفتت المصادر العربية الى ان قطر لعبت دورا أساسيا في العام 2006 في إيصال بان كى مون الامين العام الحالي للأمم المتحدة الى منصبه عام 2007 ، حيث كان "كي مون" وزيرا للخارجية في كوريا الجنوبية ، وكانت الدوحة من بين العواصم العربية القليلة التي ألقت بثقلها خلف كى مون .وقالت الصحيفة استناداً الى المصادر العربية أيضا أن خطوة الامير الاب لدعم ترشيح بن جاسم ليصبح أمينا عاما للأمم المتحدة لا يرجع الى إعجابه بسياسة الرجل الذي كان مساعده الأوّل طوال فترة حكمه بين 1995 ومنتصف 2013، ولا هدفه ايضا استرضاء الرجل ، بل إن هدفه الاساسي إبعاده عن قطر وعن السياسة الداخلية للدوحة .وقالت الصحيفة " الأمير الجديد لقطر(تميم) يكنّ كرها شديدا لرئيس الوزراء السابق وأولاده وأفراد أسرته المقربين ، كما انه أصرّ على ترك حمد بن جاسم لكل مناصبه، بما في ذلك الاستثمارات، كما أن الأمير الأب يخشى من مناورات يمكن أن يقدم عليها حمد بن جاسم في حال وفاته تؤدي إلى إضعاف الأمير الجديد الذى لم يشتد عوده بعد ".وتابعت الصحيفة نقلا عن نفس المصادر العربية " ان الخطر يكمن ايضا فى ان حمد بن جاسم يعتبر نفسه مؤهلا لأن يكون أميراً لقطر نظرا إلى أنه ينتمي إلى أحد فروع العائلة التي يحقّ لأحد أفرادها أن يكون أميرا ".وأضافت " أكثر ما يخشاه الأمير الأب هو المقارنة بين الأمير الجديد من جهة وحمد بن جاسم من جهة أخرى فالأمير الجديد لا يمتلك خبرة طويلة وكبيرة في الشؤون العربية والدولية، كما أنه ليس معروفا عنه القدرة على متابعة ملفات عدة في وقت واحد إضافة إلى أنه يتأثر بمستشارين معروفين بأفقهم الضيّق في المجالات التي يتعاطون فيها".وكان حمد بن خليفة تنازل عن موقعه كأمير للدولة لنجله تميم، وهو من زوجته موزة المسند، حيث قام الأمير الجديد للإمارة النفطية بعزل حمد بن جاسم من جميع مناسبه السياسية. ومن المناصب التي خسرها "بن جاسم" منصبه كنائب رئيس صندوق الثروة السيادية المعروف ب"هيئة الاستثمار القطرية" الذي كان عمليا تحت إشرافه، حيث يدير الصندوق ما بين 300 و400 مليار دولار من الاستثمارات القطرية حول العالم.