بايع القطريون، أمس، أميرهم الجديد الشيخ تميم بن حمد، بعد أن أعلن والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تسليمه مقاليد الحكم، فيما توالت التهاني للأمير الجديد ووالده من عدة زعماء عرب. ووصف نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية هذا الانتقال للسلطة ب«الربيع الخاص والمميز” لقطر، أما الصحافة البريطانية فاعتبرته “انقلابا أبيض”، أما الصحافة الفرنسية فركزت على الإعجاب المتبادل بين الأمير الجديد لقطر والسعودية. استقبل أمير دولة قطر المتنازل عن منصبه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ونجله أمير قطر الجديد الشيخ تميم مبايعي هذا الأخير، بعد كلمة بثها التلفزيون القطري الرسمي، صباح أمس، قال فيها الشيخ حمد “إن الوقت قد حان لكي يتولى المسؤولية جيل جديد”، مشددا على “أنه لم يسع إلى السلطة من دوافع شخصية بل هي مصلحة الوطن”. وأكد الشيخ حمد بن خليفة أن “الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في مسيرة الوطن يتولى فيها جيل جديد مقاليد السلطة”. أما الأمير الجديد تميم بن حمد، الذي من المنتظر أن يلقي خطابه الأول اليوم الأربعاء، فقام بإطلاق أول تغريدة له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بعد توليه الحكم رسميا، حيث نشر صورة والده وعليها جملة قالها الشيخ حمد بن خليفة “سوف أجعل أي شخص في الدنيا يتمنى أن يكون من الشعب القطري”، وعلق عليها الشيخ تميم “قلت وفعلت، فشكرا أيها الأب والقائد والوطن”. من جانبه، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عن إعجابه “الكبير بهذه الخطوة غير المسبوقة التي جاءت لتقدم نموذجاً جديداً ومثالاً يحتذي به في الانتقال السلس للسلطة في ذروة ما تشهده المنطقة العربية ودولها من أنواء وتحديات كبرى أطلقتها رياح التغيير، ليكون في خضمها لدولة قطر وشعبها تحت قيادتكم الحكيمة ربيعها الخاص والمميز”. وأشاد الأمين العام في رسالته للشيخ تميم ب«الجهود المميزة لدولة قطر في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، وخاصة في هذه المرحلة الحافلة بالتحديات الكبرى والتي تتولى فيها دولة قطر رئاسة القمة العربية”. أما أمير الكويت فتنقل، أمس، إلى الدوحة لتهنئة الأمير الجديد، بينما أرسل ملك الأردن وأمير الشارقة وشيخ الأزهر وحركة حماس الفلسطينية بتهانيهم للشيخ تميم بعد تقلده زمام الحكم في قطر. وذهبت صحف بريطانية إلى أن السبب في اتجاه أمير قطر للتنحي وتسليم السلطة لولده، هو إصرار وضغوط الأم الشيخة موزة بنت مسند، لتوريث ابنها تميم، فيما لا يزال والده حيًّا يرزق وقادراً على حمايته من الأجنحة الأخرى للعائلة الحاكمة، وهو ما وصفه المراقبون أنه يحمل بصمات “انقلاب أبيض”. في حين اعتبرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أنّ الشيخ تميم بن حمد، الذي أصبح أصغر قادة الدول بالمنطقة العربية، سيحاول إصلاح الصورة التي بدأ السوء يشوبها في الفترة الأخيرة، وتطولها الانتقادات، ولاسيما في دول الربيع العربي. ونسبت الصحيفة لمصادر دبلوماسية، أن ما يميّز الأمير الجديد هو انضباطه ونشاطه، ولكن أيضا حذره وإعجابه بالسعوديين وإعجابهم به.