ذكرت مصادر من داخل بلدة درج الليبية، التي تبعد حوالي 500 كيلومتر جنوب غرب العاصمة طرابلس، و100 كلم عن الدبداب الجزائرية، بأن شيوخا وأعيانا من منطقة الزنتان رفقة قوات عسكرية وصلوا إلى المدينة لتهدئة الوضع. كانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت ليلة الأربعاء واستمرت حتى أمس الأول الخميس بين مسلحين من الزنتان وعائلات من قبيلة الجرامنة، أفضت إلى مقتل 13 شخصا من كلا الجانبين، وإصابة ما لا يقل عن 26 آخرين بجروح متفاوتة. من جهة أخرى ذكر شهود عيان أن عدد القتلى قدر بالعشرات، سقطوا برصاص مسلحين من الزنتان اقتحموا منازلهم وأطلقوا عليهم الرصاص بطريقة عشوائية، كما قاموا باعتقال عدد من هؤلاء من بينهم نساء والاعتداء عليهم ثم أخذوهم إلى وجهة مجهولة. وذكرت مصادر محلية أن الهدوء الحذر خيّم، أمس، على مدينة درج الليبية بعد يومين من المواجهات العنيفة التي استعملت فيها بعض الأسلحة الثقيلة كالمدفعية والقاذفات الصاروخية قبل أن تخف حدتها يوم الخميس، حيث قام الزناتنة بحرق وتهديم بيوت الجرامنة وإضرام النار في سياراتهم، ما جعل هؤلاء يفرون إلى التراب الجزائري خوفا من القتل والتعذيب. ووقعت هذه الاشتباكات، حسب المعلومات الواردة من مدينة درج، بسبب عمليات الاعتقال والقتل التي تعرضت لها بعض العائلات من قبيلة الجرامنة من طرف مسلحين من الزنتان، وهو الأمر الذي لم يتقبله الجرامنة لتشتد حدة المواجهات المسلحة ويتحول محيط المدينة إلى ساحة حرب حقيقية لم تعشها حتى في عز الأزمة الليبية. وتسبب هذا الانزلاق في نزوح أزيد من 260 عائلة ليبية من قبيلة الجرامنة نحو الدبداب، حيث نصبت لهم خيام تتوفر على أفرشة وأغطية ومواد غذائية.