قال اللّه تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يأتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} الحج:27. قوله {وَأَذِّن} التّأذين رفع الصّوت بالإعلام بشيء، ومنه سمي الأذان، لِمَا فيه من إعلام بدخول وقت الصّلاة. وقوله {في النَّاس} يَعُمّ كلّ البشر. وقوله {من كلِّ ضَامِرٍ} الضامر قليل لحم البطن، والضمور من محاسن الخيل، لأنه يُعِينُها على السَّير والحركة؛ وهو في الآية اسم لكلّ ما يُرتحل عليه. وقوله {مِن كلِّ فَجٍّ} أي أنّ النّاس يقصدون هذا البيت من كلّ حَدَب وصوب. ووصف سبحانه الفجّ بأنّه {عميق} أي بعيد؛ فليس أحد من أهل الإسلام إلاّ وهو يَحِنّ شوقًا إلى رؤية الكعبة والطّواف حولها، فالنّاس يقصدونها من سائر جهات الأرض.