كان على الشعوب العربية استباق احتساب الكلفة الباهظة لثورات الربيع العربي التي انتقلت من دولة الى اخرى. فالكلفة الكبيرة يمكن توضيحها من خلال كلمات جوزف ستالين في تعليق له على كلفة الثورة الروسية عندما قال انه لا يمكن انجاز وجبة الاومليت دون كسر البيض. فما هي كلفة تكسير البيض في عمليات الربيع العربي؟ بحسب دراسة البنك البريطاني الدولي HSBC قدرت الكلفة التي تكبدتها الدول العربية السبعة بنحو 800 مليار دولار اميركي.ما الدول السبعة الاكثر تضررا فهي: مصر ، سوريا، تونس، ليبيا، البحرين، الاردن وطبعا لبنان. اذ اعتبر البنك البريطاني ان الانتاج القومي العام لهذه الدول سيكون منخفضا بنحو 35 في المئة حتى نهاية العام 2014 اي ما يقدّر بالمبلغ المذكور سابقا.ولم يقتصر الضرر في العالم العربي على حجم الانتاج القومي بل تجاوز ذلك الى نسبة البطالة المرتفعة بقوة وخصوصا في كل من مصر وتونس. رغم ان نسبة البطالة كانت سببا رئيسيا في اندلاع الثورات العربية.وانتقل الضرر الى هيبة وسلطة القانون والادارة الجيدة وخصوصا في لبنان المتضرر من الأزمة السورية. ويذكر التقرير ان الاقتصاد اللبناني ما زال في اتجاه انخفاضي منذ ثلاث سنوات على التوالي. وتضررت الدول العربية ايضا من ضعف النمو الاقتصادي والتراجع في تحصيل الضرائب والرسوم مما زاد في العجز في الموازنات مع ارتفاع ايضا في كلفة الدين وفي كلفة الاجور. ويرى خبراء ومحللون ان هذه الكلفة هي اكثر من المتوقع والمفترض والمقبول.