كشف تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره لندن عن خلفيات التقارب المفاجئ بين الولاياتالمتحدة الأميركية وإيران، وذكر بعض ملامح الصفقة المحتملة بين الولاياتالمتحدةوإيران والتي تتجاوز مسألة النفط لتصل إلى ملفات أعقد من ذلك.وبحسب التقرير فإن تخفيف الضغط عن إيران والرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية عنها ورفع الدعم الغربي عن المعارضة السورية، مرهون بتوقف إيران عن تخصيب اليورانيوم عند مستوى 20% والسماح بالتفتيش المفاجئ للمفاعلات النووية، إضافة لتأمين انسحاب آمن لقوات الناتو من أفغانستان والاتفاق على بقاء عسكري محدود في بعض المناطق هناك.وبموجب هذا الاتفاق المتوقع بين الطرفين فإن طهران قد تسمح لشركات النفط الغربية بالحصول على جزء من الاحتياطات في بعض الحقول التي تطورها مع عوائد أعلى من تلك التي حددت في العقود السابقة.ويشير التقرير إلى أن طهران استجابت بشكل سريع لبعض تلك النقاط فبدأت بإبداء مرونة واضحة في الملف النووي الإيراني، حيث أوقفت توسيع منشآتها النووية وتراوحت نسب تخصيب اليورانيوم بين مستوى 5 إلى 20% .ورغم الصورة المشرقة لقطاع النفط والغاز في أميركا فإن الولاياتالمتحدة لا تزال تستورد نحو 8 ملايين برميل يومياً، كما أن المصافي الأميركية مبنية على أساس استقبالها للنفط الثقيل المستورد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن الأوضاع الأمنية المتأزمة في مناطق كالعراق وليبيا ومصر أرسلت إشارات تحذيرية لشركات النفط الأميركية ومنعتها من مزاولة أنشطتها بالكفاءة المطلوبة كما أنها عرقلت رفع الانتاج في تلك الدول للمستوى المستهدف.ويعاني الاقتصاد الأميركي من أزمة مالية ناجمة عن ارتفاع سقف الدين وتفاقم أعباء الإعانات والبطالة، كما يحتاج تطوير صناعة النفط وبخاصة النفط الصخري لرؤوس أموال كبيرة من شركات النفط التي اضطرت لبيع جزء من أصولها للتمكن من ذلك.وتخشى الولاياتالمتحدة على تحالفاتها مع الدول الآسيوية التي لم تجد بدّاً من استيراد النفط الإيراني على الرغم من أنها قلّصت من اعتمادها عليه، فاليابان وكوريا الجنوبية وتركيا والهند لاتزال مستوردة للنفط الإيراني ويزداد اعتمادها على النفط يوماً بعد الآخر مع نمو اقتصاداتها.ويشير تقرير المركز العالمي للدراسات التنموية إلى أن عودة النفط الإيراني للأسواق الأوروبية يعتبر حبل نجاة لأوروبا من الاحتكار الروسي لسوق الطاقة فيها.وبحسب التوقعات فإن صادرات النفط الروسية قد تنخفض من 25 – 30% بعد عام 2015، ما يعني أن روسيا قد لا تكون قادرة على ضمان حاجة أوروبا من الطاقة وبالأسعار المتاحة اليوم.