يرى رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، بأن السلطة ”نجحت في تكسير الأحزاب وتنويم المجتمع المدني بما يخدم إرادتها في السيطرة التامة على الساحة السياسية”، وقال إن موقف حزبه بخصوص الانتخابات الرئاسية المقبلة سيتحدد عقب المؤتمر المنتظر الشهر المقبل. وانتقد بلعيد عبد العزيز، أمس، في لقاء مع مناضلي حزبه ببلدية عين تاڤورايت في ولاية تيبازة، ”تعديل الدستور بما يخدم مصالح شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص”. وأوضح بأن السلطة ”لا تؤمن بمبدأ الاستشارة الشعبية في القضايا المصيرية، ولم تمنح الشعب حقه في التعبير عن طموحاته وأفكاره، فقد قامت خلال عشرية واحدة بثلاثة تعديلات كانت آخرها سنة 2008 ومررت تعديلاتها في غرفتي البرلمان دون أن يكون للشعب رأي فيها، رغم ما أفرزته من تغييرات أساسية في سير المؤسسات الحاكمة في البلاد، وبهذا المنطق أصبحت مسألة تغيير الدستور بمثابة بدلة تخاط على المقاس”. وقال رئيس جبهة المستقبل إن السلطة ”نجحت في فرض منطقها، بفضل حزب الإدارة الذي يعتبر أكبر حزب في الجزائر، أمام تراجع وانسحاب الطبقة السياسية والنخبة المثقفة وبروز كتلة من الانتهازيين، ممن أعطوا انطباعا بأن السياسة كذب وتبلعيط وسرقة ونهب، الأمر الذي مكن السلطة من تمرير مشاريعها خارج نطاق الصراع السياسي المبني على تبادل الأفكار والبرامج”. وانتقد عبد العزيز بلعيد ”التدخل الفاضح للإدارة في شؤون المجالس المنتخبة، من خلال سيطرة الولاة ورؤساء الدوائر على عمل المجالس البلدية المنتخبة”، وأعرب عن رفضه ”أن يقوم الوالي بتوقيف مهام رئيس بلدية ومن غير المعقول أن تخضع إرادة رئيس البلدية لإرادة الوالي ورئيس الدائرة.. يجب أن يعطى المنتخب كامل الصلاحيات لممارسة حقه في تمثيل إرادة وطموحات منتخبيه، مع إعطاء صلاحيات قانونية للمجالس الولائية لممارسة رقابتها وتقييمها للمجالس البلدية”. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال بلعيد ”أنتم تلاحظون ضعف الطبقة السياسية وتباين المواقف بين مؤيد للعهدة الرابعة لبوتفليقة ومعارض لها، وبين مترشح ومتردد، في ظل غياب أفكار وبرامج سياسية وكأن مصير الجزائر مرتبط بشخص واحد”.