قال مشاركون في الندوة الدولية حول ”المشاركة الفعلية والمستدامة للنساء في المجالس المنتخبة بالجزائر العاصمة” إن التحدي الذي تواجهه الجزائر هو بلوغ المساواة بين الرجل والمرأة في المؤسسات المنتخبة وفي اتخاذ القرار السياسي والاقتصادي مستقبلا. ورغم الإشادة التي حازت عليها السلطات من قبل ممثلي الأممالمتحدة في الندوة، بإدخال نظام الحصص، والذي مكن من رفع نسبة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، حيث تشكل النساء 32 بالمائة من تعداد الغرفة الأولى و7 بالمائة في الغرفة الثانية للبرلمان، و29 بالمائة من المجالس الولائية و17 بالمائة من المجالس البلدية، قالت السيدة سيما بحوث، الأمين المساعد للأمم المتحدة، ”إن آخر ما نسعى إليه هو تمثيل رمزي للمرأة أو حصر لدور النساء المنتخبات في التشريعات الاجتماعية”، وأبرزت في كلمة لها عبر الفيديو أنه ”لن تتحقق استدامة التمثيل ما يعود أداء البرلمانيات في الدورات على كافة طبقات الشعب بعوائد ملموسة تمس وتحسن من نوعية حياتهم اليومية”، وأضافت ”وهكذا سيأتي يوم يذهب فيه المجتمع العربي لينتخب مجلسه التشريعي عددا مساويا من النساء، ليس لأن قانونا يحثه على ذلك، وإنما لقناعة راسخة أن تلك المناصفة أفضل له ولمصلحة أولاده وبناته وحياته”. في حين رأت الدكتورة سميرة التويجيري المديرية الإقليمية لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، أنه ”حتى يتأتى للمرأة مشاركة سياسية فعالة ومستدامة في البرلمانات، يجب أن تكون الانتخابات المحلية والوطنية حرة ونزيهة للمرأة، ودعم القيادات النسوية من أجل توسيع نطاق نفوذها. وأشارت السيدة سليمة عثماني، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن الرهان في الجزائر هو رفع تمثيل المرأة في المؤسسات المنتخبة، لبلوغ المناصفة، وتكريس الأحكام الدستورية التي تكرس المساواة بين الجنسين. واقترح رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة الذي افتتح الأشغال إصلاح منظومة القوانين لتعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية، ومنها الدستور ودعمه بنصوص تطبيقية لا تقبل التأويل. وقدم الوزير الأول عبد المالك سلال، في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير العلاقات مع البرلمان، حصيلة بمكاسب المرأة سياسيا وخصوصا في فترة حكم الرئيس بوتفليقة، ومنها قانون التمثيل النسوي للمرأة وتعديل قانون الجنسية. وفهم مشاركون في الاجتماع أن الندوة المقرر أن تتوج بنداء الجزائر، لم تكن في الأخير إلا منبرا لإبراز ما تحقق للنساء في عهد الرئيس بوتفيلقة، لكن اللافت أن تكرار اسمه في الخطب التي ألقيت لم يتبع بالتصفيق على غير العادة في هذه المنتديات، ولم يكن ذلك سهوا.