سعداني قال: “إن الأفالان بعد الرئاسيات القادمة ستكون في السلطة ولا تكون ساندة للسلطة.!” وقال: إن الرئيس بوتفليقة يهدف بالعهدة الرابعة إلى تمدين الحكم، وجعل الأحزاب تعمل كأحزاب، وإطلاق الحريات وبناء المؤسسات”! كلام كبير على رجل بحجم سعداني، فهل لو تترك السلطة الأحزاب تعمل كأحزاب وليس كتوابع للرئيس وتوابعه يمكن أن يصل أمثال سعداني إلى الأمانة العامة للحزب مثل حزب الأفالان؟! ويصل بن صالح إلى رئاسة حزب مثل حزب الأرندي؟! لا أعتقد ذلك؟! كلام سعداني هذا ذكّرني بما قاله المرحوم مساعدية في ربيع 1988 حين قال: “إن الأفالان ستخرج من المؤتمر السادس كحزب حاكم وليس الحزب الذي يحكم به”! تماما مثلما يقول سعداني اليوم.. فكانت النتيجة أحداث أكتوبر وخروج الأفالان حتى من حالة التأييد والمساندة للحكم وأصبحت عدوّة للحكم وجاءت جبهة الإنقاذ فكادت أن تأخذ الحكم لولا خلافها مع أصحاب الحكم حول موضوع حدودها في السلطة.! ودخلت البلاد في حمام الدم الذي تعرفونه والذي مايزال قائما إلى اليوم، فهل يبشرنا سعداني بكارثة جديدة يمكن أن تحل بالبلاد؟! وهل يمكن أن ينجز سعداني ما يعد به وحالة حزبه على ما هي عليه من تفكك وضياع وتشرذم؟! أم أن حاله سيكون أسوأ من حال مساعدية بعد 5 أكتوبر؟! إذا كان سعداني يعول على الرئيس بوتفليقة بأن ينجز في العهدة الرابعة ما يبشرنا به سعداني من حريات وتمدين الحكم وبناء المؤسسات وإطلاق الحريات، فهل يمكن أن نصدق أن بوتفليقة يمكن أن ينجز في العهدة الرابعة ما عجز عن إنجازه في العهدات الثلاث الماضية؟! كيف نصدق ما يقوله سعداني ونطمئن إلى أن الرئيس سينجز وهو في حالة ضعف جسمي ومؤسساتي ما عجز عن إنجازه وهو في كامل قواه الجسدية والمؤسساتية في العهدات الثلاث الماضية؟! إذا كان سعداني يعيد لي صورة مساعدية في 1988 إلى الأذهان فإن بوتفليقة أيضا يعيد إلى الأذهان صورة المرحوم بومدين الذي اهتم بالبناء المادي للدولة وأهمل بناء المؤسسات الدستورية التي تجعل الدولة لا تزول بزوال الرجال.. ولذلك حدث للجزائر ما حدث بمجرد رحيل الرئيس.! الأفالان في عهد مساعدية كانت عبارة عن “وحدة مطافي” تقوم بإطفاء حرائق الشعب التي تندلع هنا وهناك في الولايات كما يحدث اليوم.. لكن الأفالان والراندو فقدا حتى هذه الخاصية فأصبحت الشرطة والجيش هي الجهات التي تقوم بإطفاء الحرائق الاجتماعية وليس هذه الأحزاب وهذا في حد ذاته يعكس الحالة التي وصلت إليها هذه الأحزاب في علاقاتها بالشعب، فحرائق غرداية وسوق الاثنين وبراقي وذراع الميزان وغيرها أصبحت قضية شرطة ودرك وليس قضية سياسية للأحزاب فيها أي دور..! كنا نتمنى أن نصدق ما يقوله سعداني، لكن كل الدلائل تشير إلى أن العهدة الرابعة ستكون أحوالها أسوأ من نتائج العهدة الثالثة للشاذلي.