سلّم عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، بتراجع نبرة الدعوة إلى عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة، وقال إن من كان يخاطب بذلك، بدأ حاليا يخاطب ود جهات أخرى في النظام بعد طرح فرضية عدم ترشح بوتفليقة للرئاسيات. قال مقري إن أحزاب الموالاة، اختلطت عليها الأمور، من حيث السؤال: هل سيترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، أم لا؟ وأوضح لدى افتتاحه أشغال الندوة الوطنية للهياكل بالعاصمة، أمس، وهي ندوة تنتظم سنويا لتقييم السنة المنقضية ورسم إستراتيجية السنة المقبلة، أن “أبرز حدث في العام المنقضي، يتعلق بمرض الرئيس”، الذي قال إن آثاره مازالت مستمرة إلى الآن، وعلل موقفه بصورة الرئيس خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، وعلق قائلا “صورته جعلت الجزائريين يشعرون بالتعاطف والحرج إزاء وضعه، في وقت أصبحت وسائل الإعلام الأجنبية تنكت على رئيسهم”. وأكد مقري “نقول لهؤلاء الذين يريدون استغلال مؤسسات الجمهورية وإهانة الرئيس (كفى). وحتى وإن كنا من معارضيه ولا نتوافق معه، فيبقى رئيس الجمهورية الجزائري”. وقال مقري “هؤلاء الذين يريدون إظهار الرئيس بهذه الصورة، ويدفعون به إلى عهدة رابعة، لا يحبونه، بل يدافعون عن مصالحهم الشخصية”، وأعطى مقري تشريحا للواقع السياسي، قال فيه إن “اتخاذ المواقف في مثل هذا الوضع أمر ليس هينا”، واستدل بالتعديل الحكومي الأخير، ومبتغاه وما يحدث في “أحزاب السلطة من ارتباط وقيامها بمؤتمرات شكلية، في إشارة إلى الآفالان والأرندي”، بينما أشار مقري أن أحزاب الموالاة تعرف تخبطا غير مسبوق محوره: هل سيترشح الرئيس أم لا؟ن بينما أكد أن جهات داعمة للعهدة الرابعة، أصبحت تبحث عن منفذ لها في دوائر أخرى مرتبطة بالنظام. وأوضح مقري أن غض الطرف عن تعديل الدستور في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، أعطى الانطباع أن العهدة الرابعة لم يعد لها أنصار إلا فئة قليلة التي ربطت مصيرها بالرئيس، بينما انتقد مقري الزيارات التي يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال، وتساءل “إن كانت هذه حملة انتخابية، فلصالح من؟ لصالحه هو أو لفائدة الرئيس بوتفليقة”، قبل أن يؤكد أن زلات لسان سلال أثرت كثيرا على مستقبله، خصوصا وأن منافسيه كثر داخل مؤسسة الرئاسة، ومن بينهم عمار سعداني.