ذكرت أسبوعية “لوبوان” الفرنسية، استنادا للصحف الإسرائيلية الصادرة، أول أمس، عقب عودة قضية الممثل الكوميدي “ديودوني”، أن هذا الأخير يحظى بمتابعة كبيرة من قبل الأوساط العبرية، التي تدرج تصرفاته ومواقفه ضمن ما تسميه “معاداة السامية في فرنسا”. أوردت صحيفة “لوبوان” في عدد الصادر، أمس، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية متخوفة من “المساندة التي يحظى بها “ديودوني” في فرنسا”. وذكرت استنادا لتعليق الصحفي “آراد ندير” المعلق بالتلفزيون الإسرائيلي، أن “تل أبيب أبدت ارتياحا كبيرا من مواقف الحكومة الفرنسية الرامية إلى منع “ديودوني” من تنظيم الحفلات”. وأضاف المعلق أن التلفزيون الإسرائيلي مستعد لاستضافة “ديودوني” لمحاورته، ومعرفة أفكاره، من منطلق أن الدولة العبرية لا تمارس الرقابة على “المواقف والآراء التي تطعن في شرعيتها”. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعموم الطبقة السياسية في “تل أبيب”، قد أبدت تخوفها من “الانتشار الفظيع لمعاداة السامية في أوروبا، وفي فرنسا بالأخص، أين يعيش ما يقارب عن خمسمائة ألف يهودي”، علما أن الإحصائيات تشير إلى أن 63 في المائة من المهاجرين الجدد إلى إسرائيل قادمون من فرنسا، حيث ارتفع عددهم من ألف وتسعمائة سنة 2012 إلى ثلاثة آلاف عام 2013. وكتب الصحفي بن درور يميني، المحرر بصحيفة “معاريف”، أن “ديودوني يعتبر بمثابة الجزء الخفي من جبل الجليد”، موضحا أنه كلما انتشرت الأفكار المناهضة لإسرائيل، كلما أدى ذلك إلى انتشار معاداة السامية. ومن جهته، أعرب بريس هورتوفو، وزير الداخلية السابق في عهد نيكولا ساركوزي، أن الحكومة الفرنسية الحالية، تستغل قضية “ديودوني” بغية “التغطية على إخفاقاتها المتتالية”. لكن هورتوفو أشار في المقابل أن مواقف ديودوني “غير مقبولة”. واعتبرت من جهتها مارين لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية، أن وزير الداخلية الفرنسية مانويل فالس، لديه “حسابات شخصية مع ديودوني”، ودعت وزير الداخلية “للكف عن تضليل الرأي العام، والتغطية عن إخفاقات الحكومة الحالية”. وقالت: “أرغب في رؤية مانويل فالس، وهو يعطي قليلا من وقته كي يجيب على سلبيات سياسته، بدل أن يتصارع مع ديودوني”. وفي رد فعل أولي عن قرار منع ديودوني من تقديم عروضه الفكاهية في كامل المدن الفرنسية، قال الوزير الأول جان مارك أيرولت، أمس، أن قضية “ديودوني تعتبر قضية معقدة، وتشكّل خطرا على الديمقراطية الفرنسية”، وأضاف: “إنها معركة أيديولوجية وتربوية”.