ألقى مؤرخ وكاتب فرنسي الضوء على علاقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الوطيدة بإسرائيل واليهود. * ويؤكد بول اريك بلنرو في كتابه "ساركوزي، إسرائيل واليهود" والذي منعته الرقابة من النشر أن الرئيس ساركوزي ومنذ مجيئه إلى قصر الاليزيه في 2007 أحدث تغييرا مفاجئا في موقف فرنسا، حيث أصبح انتقاد إسرائيل من المستحيلات بل أن كل من يحاول ذلك يتهم بمعاداة السامية. * ويقول هذا الكاتب أن فرنسا، بلد الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان أرست مع ساركوزي ديكتاتورية الفكر الواحد بقمعها للرأي المخالف لموقف السلطة ومن بينه التعرض لإسرائيل بالانتقاد، وبات موضوع إسرائيل من "الطابوهات".. وجاء في ملخص كتاب "ساركوزي، إسرائيل واليهود" الذي نشره موقع "فولتير" على شبكة الانترنت أن ساركوزي ظل لمدة طويلة على رأس حزب يحمل لواء "الديغولية"، نسبة إلى الجنرال شارل ديغول الذي يقول الكاتب أنه كان يتبنى موقفا معتدلا، ولكن في مسألة إسرائيل، فقد أدار الرئيس الفرنسي ظهره للموقف الذي دافع عنه الجنرال وأرسى سياسة فرنسية معاكسة تماما، فهي لا توازي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنما تدافع عن إسرائيل وتعتبر أن أي انتقاد لها ولسياستها يدخل في إطار معاداة السامية.. * ومن جهة أخرى، يشرح الكتاب الأسباب التي جعلت الرئيس ساركوزي يدافع عن الصوت الدولي الذي يتعارض مع المصالح الفرنسية ويهدد بإقحامها في نزاعات مثل لبنان وإيران.. وذكر الكاتب شبكات مقربة من إسرائيل نجحت في التوغل داخل السلطة الفرنسية وتقوم بتغذية هذه الإستراتيجية الساركوزية وكشف حتى أسماء شخصيات نافذة في هذه الشبكات .. ويقول صاحب الكتاب أن خليفة جاك شيراك استعان برجال شرطة من إسرائيل لمواجهة مظاهرات أبناء الضواحي عام 2005 لأنه كان يخشى من تأثر الفرنسيين بأولئك الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع احتجاجا على التهميش والإقصاء.. * وأشار الكاتب إلى أن تقرب ساركوزي من الولاياتالمتحدة في عهد الرئيس السابق جورج بوش ساهم في إدخال فرنسا في دائرة التحالف مع إسرائيل ،حيث لعب اللوبي الموالي لإسرائيل دورا كبيرا في استمالة ساركوزي المنحدر من أصول يهودية.. وقارن الكاتب والمؤرخ الفرنسي في نفس السياق بين سياسة ساركوزي إزاء إسرائيل وسياسة نظرائه السابقين وأعطى مثالا على ذلك الهجوم الإسرائيلي بقيادة رئيس الوزراء السابق أرييل شارون على بعض المسؤولين الفرنسيين في عهد جاك شيراك واتهامهم ب "معاداة السامية"، وخاصة وزير الخارجية وقتها دومونيك دوفيلبان، يث رفض شارون استقباله في تل أبيب عام 2003 بعدما أعلن عن زيارته إلى رام الله لملاقاة الرئيس الفلسطيني وقتها ياسر عرفات. * وفي حوار له مع صاحب موقع "فولتير"، قال صاحب الكتاب أن بلاده في عهد ساركوزي تواجه عملية إقصاء وإبعاد شاملة للمبادئ التي تقوم عليها الجمهورية الفرنسية ،ولذلك قرر الكتابة قبل فوات الأوان. * ويذكر أن الرئيس ساركوزي ومنذ انتخابه رئيسا لفرنسا أعلن صراحة أنه "صديق" إسرائيل، ولم يخف دعمه لها ولو أن ذلك حدث على حساب الموقف التقليدي لفرنسا والموازي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. *