رغم انشغالها الواسع بتحليل كل المعطيات الواردة في الندوة الصحفية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التي حضرها أزيد من 600 صحفي، فإن وسائل الإعلام الفرنسية اهتمت كالعادة بتنقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى باريس لإجراء فحوصات في مستشفى “فال دوغراس”، وكانت أسئلتها تتقاطع عند نقطة “العهدة الرابعة غير مؤكدة بسبب المتاعب الصحية”. تناقلت أغلبية الصحف الفرنسية أمس بيان رئاسة الجمهورية عن تنقل الرئيس بوتفليقة إلى مستشفى فال دوغراس الفرنسي، والذي قال إنه في إطار فحص طبي روتيني وإن وضعه العام يتحسن بصفة “مؤكدة” و “بالتدريج”. وذكر البيان أن الرئيس تنقل إلى باريس “من أجل استكمال الفحوصات التي شرع فيها بالجزائر العاصمة وفي إطار فحص طبي روتيني مبرمج منذ شهر جوان 2013”، لكنها رافقت ذلك بطرح العديد من علامات الاستفهام حول مستقبله السياسي في بلد أجمعت المعطيات أن الحياة السياسية به تسير ببطيء. وضمن هذا السياق قالت صحيفة “لوموند” إن بوتفليقة عاد تدريجيا لممارسة مهامه منذ 16 جويلية تاريخ رجوعه من باريس، وإن استقبل العديد من المسؤولين الأجانب غير أن الرئيس بوتفليقة لم يقم بأي خطاب علني. وخلصت الصحيفة إلى القول بأن “ترشحه لعهدة رابعة غير مؤكد بسبب متاعب المرض”. من جهتها عنونت “أوروبا1” لمقال على موقعها الإلكتروني “بوتفليقة من جديد في فال دوغراس”، قالت فيه إن الدستور الجزائري يفرض استدعاء الهيئة الناخبة قبل 90 يوما عن موعدها أي قبل 17 جانفي، وهو تاريخ عودة بوتفليقة من باريس، واصفة الأمر بأنه “يتعلق بانتخابات رئاسية الأكثر ضبابية منذ 60 سنة”. وحسب تحليل “أوروبا1”، فإن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة لا يسمح له بالترشح لعهدة رابعة، لكن هناك علامات استفهام حول من يخلفه”، وأشارت إلى أن “هناك اتفاقا في الطريق مع وزيره الأول، لكن لا شيء مؤكد”. نفس الاهتمام خصصته مجلة “لوبوان” لتنقل بوتفليقة إلى مستشفى باريس، لكنها سجلت أن الرئاسيات مبرمجة في أفريل، غير أن بوتفليقة لم يعلن بعد إن كان سيترشح لعهدة رابعة، في وقت يقول مساندوه إنه سيكون مرشحهم في هذا الموعد”. وإن اكتفت صحيفة “لوبارزيان” بنشر محتوى بيان رئاسة الجمهورية دون التعليق عليه، فإنها سجلت ملاحظة بأنه منذ مرض بوتفليقة “تسعى الجزائر لطمأنة الرأي العام بأي ثمن”. من جانبها أوردت صحيفة “لبيراسيون” أن “بوتفليقة في فال دوغراس لإجراء فحص روتيني قبل 3 أيام من استدعاء الهيئة الناخبة لرئاسيات لم يعلن فيها إن كان سيترشح لعهدة رابعة”، وأضافت أنه “رغم الظهور المتعب للرئيس، فإن أنصاره في الأفالان يؤكدون أنه مرشحهم”. وخطف خبر تنقل بوتفليقة إلى باريس الأضواء، ونافس الندوة الصحفية الدورية للرئيس فرانسوا هولاند في تعاطي وسائل الإعلام الفرنسية معها، بحيث حظيت باهتمام واسع، وهو توجه يعكس مدى الاهتمام الذي توليه باريس لما يجري في الجزائر، خصوصا ما تعلق بمستقبل الحكم فيها.