حلّ، صباح أمس، كل من وزير الداخلية، الطيب بلعيز، والمدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل، والقائد العام للدرك الوطني، اللواء أحمد بوسطيلة، بغرداية بعد ساعات فقط على تجدد أعمال العنف في شوارع المدينة، التي حصدت ضحيتها الثالثة وخلّفت عشرات الجرحى وحرق وإتلاف عشرات المنازل والمحلات التجارية. وأجرى وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي تنقل إلى غرداية في الوقت نفسه مع المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل وقائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة، لقاءات عدة مع أعيان وممثلين للمجتمع المدني، بالإضافة إلى لقاءات مع قادة الشرطة والدرك المحليين. وتأتي زيارة هذا الوفد الهام بعد أن توقفت الحياة بشكل كلي في مرافق الإدارة العمومية، وأصيب النشاط التجاري بحالة شلل، كما امتنع التلاميذ عن الالتحاق بالمدارس خوفا من تعرضهم للاعتداءات. وفي هذا الصدد، سجلت، ليلة أول أمس، إصابة 20 شخصا بجروح مختلفة، بعد أن توسعت أعمال العنف في عدة مناطق في بلديتي غرداية وبنورة، أحرقت إثرها المزيد من المحلات والبيوت، في ظل عجز تام لقوات حفظ النظام، والمجبرة على التعامل بطريقة لا تتناسب مع حجم العنف الذي تمارسه جماعات الملثمين. وندد ممثلون عن عدة أحياء في غرداية وبعض ممثلي الفعاليات التي ترتبط بالأحداث الحالية بتهميشهم من اللقاءات التي تم تنظيمها، حسب المعنيين، في جو بروتوكولي بعيد كليا عما تعيشه غرداية من مأساة. إلى ذلك أكد ممثلون عن الأحياء التي قطن بها عرب غرداية أنهم كانوا دائما في موقف الدفاع عن النفس، وطالب ممثلون عن أحياء العرب في غرداية ”بتقديم رئيس حركة المواطنة والدفاع عن الهوية الميزابية، كمال فخار، للمحاكمة بتهمة السعي لتقسيم التراب الوطني، والتآمر ضد الدولة، والتحريض والتورط في إثارة أعمال العنف”، بينما أطلق رئيس حركة المواطنة، فخار كمال، ”نداء استغاثة للعالم أجمع”، قال فيه إن ”الميزابيين يتعرضون لمجازر في ظل تواطؤ من الشرطة وغياب غير مبرر للدرك”، وأكد أعيان ميزابيون أن لجنة التنسيق المتابعة للميزابيين قررت مواصلة إضراب التجار، وأن الميزابيين هم أيضا كانوا في موقف الدفاع ولم ينفذوا أي اعتداء. لجنة المتابعة الميزابية تتبرأ نددت لجنة التنسيق والمتابعة الميزابية بالاتفاق الذي تم بين وزير الداخلية وممثلي الأعيان حول كيفية عودة الأمن والحياة إلى ولاية غرداية، على خلفية إقصائها من الاجتماعات والجلسات التي عقدت أمس مع الأعيان. وقال خودير باباز، أحد أعضاء لجنة التنسيق والمتابعة الميزابية، إنهم غير معنيين بجميع الإجراءات أو التدابير أو الاتفاقات أو غيرها التي تمت في غيابهم. ضحية آخر يلفظ أنفاسه بمستشفى غرداية توفي، ظهر أمس الخميس، شاب في مقتبل العمر، بمستشفى مدينة غرداية، متأثرا بالجروح التي كان قد أصيب بها على مستوى الرأس والصدر، خلال الأحداث التي عاشهتا المنطقة في الأيام السابقة. ويعد الضحية الرابع في أحداث العنف التي تجتاح مدينة غرداية.