في ظل تكرار سقوط الصواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل والتهديدات المتصاعدة لقيادات عسكرية وسياسية اسرائيلية، والتحذيرات من خطر تدهور مفاجئ في تلك المنطقة، اقترح المخرج السينمائي الاسرائيلي جاد نئمان، وهو محاضر جامعي بارز وأحد الحائزين على جائزة إسرائيل التي تعد أعلى الأوسمة للإبداع في الدولة العبرية، خطة تفاهم على متخذي القرار تنفذ على مراحل وتضمن التهدئة بين اسرائيل وغزة، المرحلة الاخيرة منها يتحول القطاع الى سنغافورة ثانية.وبحسب الاقتراح، تعرض اسرائيل على "حماس" رفع الحصار عن قطاع غزة في مقابل اعلان الحركة هدنة دائمة. يليها في المرحلة الثانية سعي "حماس" الى تنفيذ مشروع لتطوير القطاع لمصلحة سكانه. اما المرحلة الثالثة، فتكون في تطبيق خطة التطوير في سنغافورة في ستينيات القرن العشرين، في قطاع غزة.ويرى نئمان أن هناك حاجة الى تجنيد دولي للضغط على "حماس" ودعوتها الى ترك طريق الكفاح العنيف، على حد تعبيره، واستثمار كل شيء في بناء مدينة متطورة مع ميناء بحري عميق ومركز تجاري دولي، فتكون غزة على غرار سنغافورة.ما دعا حكومة بنيامين نتانياهو الى اليقظة والاصغاء الى الصوت التركي الذي اشترط المصالحة مع اسرائيل بعد قضية مرمرة برفع الحصار عن قطاع غزة.وفي شرحه لمقارنة الوضع بين قطاع غزةوسنغافورة قال نئمان:" قبل 50 سنة اعتبرت سنغافورة دولة صعبة في شكل لا يقل عن غزة حالياً. فمساحتها لا تفوق بكثير مساحة قطاع غزة، وكان عدد سكانها في أواخر الخمسينات يشبه عدد سكان القطاع في حينه، حوالي 1.5 مليون شخص، من الصينيين والتاميليين والماليزيين والهنود.أما اليوم فتعتبر سنغافورة من أكثر الدول اكتظاظاً في العالم، إذ يصل عدد سكانها الى قرابة 5 ملايين نسمة. ولكن عندما انتهى الحكم البريطاني في الستينيات سادت هناك حال حرب مع ماليزيا، أكبر دولة اسلامية مجاورة، وكان السكان فقراء، فرضت عليهم مجموعة من العصابات الارهاب. ولكن جرى بعد ذلك، انتخاب مجموعة من المثقفين بقيادة لي كوان يو لقيادة السلطة، التي بدأت مشروعاً لإعادة تأهيل وتطوير رأسمالي - وسطي، اعتبرت نوعاً من المثالية.واليوم تعد سنغافورة مركزاً تجارياً صاخباً وثرياً في جنوب شرق آسيا، وهكذا قد تصبح غزة.