دعت الجزائر، شركات المحروقات الروسية إلى الاستثمار في تطوير الحقول الغازية في البلاد، بهدف الرفع من مستوى الإنتاج الحالي الذي بدأ يتراجع بفعل قدم الحقول المستغلة، وأبرز مسؤولون روسيون أن العمل في الجزائر يعد فرصة للشركات الروسية للحصول على معلومات عن احتياطات المنافس الجزائري في سوق الطاقة الدولية. نقلت جريدة فيدوموستي الروسية أن شركة غازبروم الدولية ذكرت أنها تلقت طلبا من الجزائر، لتقديم عروض مشتركة بينها وبين مواطنتها شركة لوكويل، لتقديم عروض لاستكشاف الغاز في 30 حقلا تمتد على مساحات شاسعة. ولم تذكر الصحيفة على أي لسان وردت هذه الدعوة من الجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن شركات البترول الروسية، قد وقّعت اتفاقا مع شركة سوناطراك الجزائرية في أوت 2006، لكن هذه الاتفاقية لم تسفر إلى الآن عن أي تعاون مشترك في مجال الطاقة. وغالبا ما تنظر الشركات الروسية إلى سوناطراك على أنها منافس لها في السوق الأوربية التي يتقاسم البلدان حصة الأسد في تموينها. وأبرز موقع “روسيا اليوم” الرسمي الذي تناقل الخبر، أن سوناطراك تعد أكبر شركة في إفريقيا وتحتل المرتبة 11 كأكبر مجمع بترولي في العالم. وذكر أن سوناطراك لديها احتياطات ضخمة من البترول والغاز، حسب ما قال ممثل غاز بروم. وتمتلك الجزائر ثاني احتياطات الغاز الطبيعي في إفريقيا بعد نيجيريا، وتقدر ب4.2 تريليون متر مكعب. وحسب المحلل الروسي لسوق الطاقة الدولي، فاليري نيستيروف، فإن احتياطات الجزائر خلال العشرية الماضية ظلت ثابتة، ما يعني عدم تحقيق اكتشافات هامة. وبالموازاة مع ذلك، أخذ الاستهلاك المحلي في الارتفاع على حساب الصادرات الجزائرية التي تضمن 98 في المائة من موارد الجزائر من العملة الصعبة، حيث تراجعت الإمدادات إلى أوربا بنحو 18.5 بالمائة في 2013، لتصل إلى 37.9 مليار متر مكعب. من جانبه، أوضح ألكسي غريفاش نائب مدير صندوق الضمان الوطني للطاقة في روسيا، أن الجزائر بحاجة للاستثمار في الاستكشاف وتدعيم قاعدتها الإنتاجية، لكن سوناطراك تحتكر حاليا صادرات الغاز نحو أوروبا، ولا يمكن لغاز بروم أن تشارك سوى في مناقصات الخدمات، في إشارة إلى القوانين الجزائرية التي تعطي الأفضلية للشركات الوطنية على حساب الأجنبية. ولمح غريفاش، أبعادا أخرى لعمل الشركات الروسية في الجزائر، حيث قال إن “الشراكة مع الجزائر تعطي لغاز بروم المعلومات الكافية عن الاحتياطات الجزائرية”، وحجم نمو صادراتها، مشيرا إلى أن غاز بروم من مصلحتها أن “تبقي عينها على سوناطراك منافسها اللدود في إفريقيا”، ما قد يفهم على أنه دعوة للتجسس على الجزائر التي تصر دائما على إخفاء التفاصيل حول اكتشافاتها الضخمة، والأرقام الحقيقية لاحتياطاتها من البترول والغاز. وقد أدى تراجع الإمدادات الجزائرية من الغاز الطبيعي إلى أوربا، إلى انتعاش الطلب عند شركة غاز بروم الروسية، التي أعلنت أن وارداتها من الغاز إلى أوربا ارتفعت بنحو 16 في المائة، لتصل إلى 162.7 مليار متر مكعب خلال سنة 2013، من مجموع إنتاج وصل إلى 487.4 مليار متر مكعب. وبعد أن عرف انكماشا ملحوظا في 2012، استعاد الطلب على الغاز الروسي في أوربا عافيته في 2013، بفعل موجة البرد القوية التي عرفتها القارة العجوز، وانخفاض الإمدادات الغازية من الدول الإفريقية المصدرة، لاسيما الجزائر وليبيا ونيجيريا. وقبل أسابيع، كانت غاز بروم في بيان لها، قد عبّرت عن رضاها البالغ بنمو الطلب الأوربي على الغاز الروسي، مشيرة إلى أن ارتفاع مبيعاتها يتزامن تحقيقها لزيادة في إنتاج حقولها، من 400 مليار متر مكعب سنة 2012 إلى 487.4 مليار متر مكعب سنة 2013. وأوضح البيان أن الشركة الروسية لديها حاليا قدرة إنتاجية ب617 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا.