تدفق الشحنات الأولى من الغاز إلى أوروبا عبر ''ميدغاز'' في الربع الأخير من 2009 أكد المدير العام لمجمع سوناطراك أن أنبوب الغاز ''ميدغاز'' سيدخل الخدمة بداية الربع الأخير من 2009 قصد تعزيز صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر إسبانيا. وأضاف مزيان، أول أمس، على هامش مؤتمر عن صناعة النفط في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة أن انطلاق الشحنات الأولى من الغاز نحو دول أوروبا الجنوبية من شأنه تخفيف الضغوطات التي تفرضها روسيا التي تزودها بصورة رئيسية عبر أراضي أوكرانيا، وذلك بصب نحو 8 مليارات متر مكعب من الغاز السائل سنويا لتأمين إمدادات أوروبا من الطاقة. ويأتي هذا الإعلان عقب انتهاء مجمع كونسورتيوم الكلف ببناء بناء الأنبوب الممتد على طول 210 كلم في المياه العميقة منذ مارس 2008 من العمليات التجريبية الأولى لقدرات تحمل الضخ، وكذا تجسيد برنامج سوناطراك لتطوير قطاع النفط والغاز في الجزائر حتى عام ,2013 في ظل سعي الشركة لتعزيز دورها في أوروبا المتطلعة لتنويع إمداداتها من الغاز. وأشار مزيان إلى اعتقاده بأنه بات واضحا من خلال استثمارات الشركة أنها دليل كاف على الجهود المبذولة من أجل أوروبا، وذلك بتمويلات فردية طريق السيولة النقدية التي توفرها البنوك العمومية، على عكس ما تطلبه روسيا من دعم مالي من طرف الاتحاد الأوروبي لتجسيد مشاريع لتأمين الاحتياجات الإضافية من الغاز على غرار السيل الجنوبي. ويتزامن قرار انطلاق دخول أنبوب ميدغاز في الخدمة مع تعاظم نشاط الشركة الروسية ''غاز بروم'' في مجال التنقيب والاستكشاف بالجزائر أولا وإفريقيا ثانيا، حيث يعتقد الخبراء أن خطط شركة المتعلقة بالاستثمارات في الخارج تعود إلى أسباب اقتصادية في المقام الأول. فالأرجح أن استثمار الأموال في استخراج وتصدير الغاز الأفريقي أنفع وأكثر ربحا من الإنفاق على استثمار حقول جديدة للغاز في المناطق الوعرة من سيبيريا. وأشار المحللون إلى رغبة شركة ''غاز بروم'' في تحاشي المشاكل المرتبطة بضخ الغاز ربع احتياجات القارة الأوروبية عبر أوكرانيا يتأكد، بعد عزمها على زيادة حصتها في سوق الغاز الأوروبية من 25 إلى 30 في المائة حتى عام .2015 وتبدي شركة ''غاز بروم'' نشاطا ملحوظا بخاصة في إفريقيا أكبر مصدر للمحروقات والوقود إلى أوروبا، من خلال الاستحواذ على مشاريع لتطوير استخراج ونقل الغاز المسال في ليبيا ونيجيريا وذلك بالمشاركة في مد الأنبوب العابر للصحراء الكبرى.