كشف أستاذ في الهندسة المدنية بجامعة باب الزوار، رمضان بحار، بأن ظاهرة انزلاق التربة تهدد المحيط العمراني لمعظم مدن الشمال، داعيا السلطات المحلية إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات في حالة انزلاق التربة . شرعت وزارة السكن والعمران والمدينة في إجراء مسح شامل في الولايات والمدن المهددة بظاهرة انزلاق التربة، مع وضع تصور لحلول عملية لاستقرار التربة. وقال أستاذ الهندسة المدنية خلال تقديمه لدراسة حول انزلاق التربة في المحيط العمراني على هامش يوم دراسي حول الفحص التقني للبناء المنعقد، أمس، بفندق الأوراسي، أن مدنا مثل ولايات تيزي وزو والجزائر العاصمة وقسنطينة وتسيمسيلت ومعظم مدن الشمال، معرضة لخطر انزلاق التربة، مما يستلزم وضع ميكانيزمات لمتابعة ورصد الظاهرة حتى تتمكن السلطات المحلية من حماية أرواح الناس والممتلكات في حالة وقوع خطر الانهيار، كما حدث مؤخرا في مدينة عين الحمام بولاية تيزي وزو، أين تم ترحيل سكان حي بكامله وهدم البنايات المنجزة فوق أرض تحركت وكادت تحدث كارثة إنسانية. ويعتقد الأستاذ بحار بأن الزلازل والفيضانات والأمطار تزيد من تفاقم ظاهرة انزلاق التربة، علما أن منطقة عزازڤة بولاية تيزي وزو سبق لها أن شهدت ظاهرة انزلاق التربة سنوات الخمسينات، السبعينات والثمانينات، حيث أنه من بين 920 هكتارا من مساحة البلدية، 450 هكتارا منها خضعت لعملية انجاز دراسة جيوتقنية خلال فترة 1973 و1985، وتم خلالها تحديد مناطق انزلاق التربة، وأنه تم إحصاء 788 بناية شيدت في مساحة 250 هكتارا تعتبر مناطق مهددة بانزلاق التربة، 38 هكتارا منها مناطق مصنفة في الخانة الحمراء. كما أن 80 بالمائة من البنايات المشيدة تعود إلى سنوات الثمانينات والتسعينات، قبل أن تقرر البلدية وضع إجراءات صارمة في منح رخص البناء الفردية. وقال مسؤول بوزارة السكن والعمران والمدينة ل”الخبر”، إن عملية تقييم الأوضاع بالمناطق المتضررة من ظاهرة انزلاق التربة جارية على قدم وساق بغية تحديد نوعية الأشغال التي تتطلبها، بغرض تحديد الحلول لمواجهة المشكل، مؤكدا أن الدولة تعهدت بإنجاز مخطط مدير للبناء والعمران في المناطق التي تعاني انزلاق التربة، وأضاف بأن هذه الظاهرة التي تسجلها الجزائر يوميا نتيجة تردي الأحوال الجوية من أمطار وفيضانات، تستدعي تدخل مكاتب دراسات أجنبية ومختصة.