بن صالح وولد خليفة وبلخادم وأويحيى وسعداني ضمن الهيئة أفادت مصادر موثوقة أنه تم تشكيل هيئة عليا من قيادات حزبية وشخصيات مكلفة بدعم الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة، من خلال عمل تقني في الظل وآخر في الميدان عبر التجمعات الشعبية. وتتكون الهيئة من رئيسي غرفتي البرلمان، عبد القادر بن صالح والعربي ولد خليفة، إضافة إلى رئيس المجلس الدستوري السابق بوعلام بسايح، وكذا رئيسي الحكومة السابقين عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى، يضاف إليهما الأمين العام للأفالان عمار سعداني. وأسرت المصادر نفسها أن اللقاء الذي جرى بين الأسماء المذكورة كان من المفروض أن يجري في جلسة سرية مغلقة، قبل أن يتم تسريب خبره لوسائل الإعلام. وأفادت المصادر نفسها أن اللقاء لم يجر في مداومة المترشح بوتفليقة، ولكن في مكان آخر لم يرد المصدر الكشف عنه. وأوضحت المصادر ذاتها أن اللقاء تولدت عنه هيئة عليا لدعم الرئيس المترشح، أوكلت لها مهمة التخطيط للحملة الانتخابية، خصوصا ما يتعلق بتسويق المقترحات الكبرى للرئيس وبرنامجه الانتخابي. كما لم يستبعد مصدر حزبي إمكانية قيام أعضاء هذه الهيئة بتنشيط تجمعات شعبية كبرى لفائدة بوتفليقة. ويأتي إنشاء هذه الهيئة العليا الجديدة موازاة مع التنصيب التقليدي للمديرية الوطنية للحملة الانتخابية للرئيس المترشح، التي ستسند كالعادة لعبد المالك سلال، في سياق وضع كل الثقل المطلوب من قِبل السلطة لتمرير العهدة الرابعة، بعد حالة ردّ الفعل المتردد بشأنها في الشارع بالنظر إلى المتاعب الصحية للرئيس وغيابه الطويل عن الساحة، بحيث لم يسمع الجزائريون صوت بوتفليقة منذ شهر ماي 2012، عندما قال بأن جيله ”طاب جنانو”. ولا يستبعد، حسب مراقبون، اللجوء إلى شخصيات لها ثقلها في الساحة لتكون ضمن هذه الهيئة الانتخابية الجديدة لفائدة الرئيس المترشح، في سياق محاولة السلطة فكّ الطوق المضروب على العهدة الرابعة، في أعقاب إعلان شخصيات وطنية معارضتها لذلك، على غرار طالب الإبراهيمي والجنرال بن يلس والحقوقي علي يحي عبد النور بمعية المجاهدة جميلة بوحيرد، ولكسر أيضا شوكة الأحزاب المقاطعة. ويكون التحاق بلخادم وأويحيى بهذه الهيئة، ضمن محاولة السلطة احتواء حالة الانقسام التي عرفها حزبا السلطة، الأفالان والأرندي، باعتبارهما القاطرة التي ستجر الحملة الانتخابية في الميدان بمساعدة حزبي ”تاج” والحركة الشعبية لعمارة بن يونس، خصوصا في ظل تزايد المخاوف من ظاهرة العزوف الانتخابي جراء حالة الفتور والبرودة التي تطبع موعد 17 أفريل، بسبب ما تصفه المعارضة ب«اللعبة الانتخابية المغلقة”. هذا التشكيل الجديد ليس بمعزل عن ”التفاهمات” التي جرت في أعلى هرم الدولة، في أعقاب حالة الجدل السياسي بشأن الخلاف بين الرئاسة وهيئة أركان الجيش ودائرة الاستعلامات والأمن، والتي انتهت برسالتين للرئيس بوتفليقة في ظرف أسبوع، نفى فيهما تلك الخلافات، لتعقبها مباشرة إعلان سلال عن ترشح بوتفليقة للرابعة، في انتظار رسالة أخرى لترسيم ترشحه.