قال أمين عام حركة الإصلاح الوطني، محمد جهيد يونسي، إنه لا يزال "يأمل في أن يغلب الرئيس بوتفليقة المصلحة الوطنية على مصالح المحيطين به، ويتخذ موقفا يدخل به التاريخ"، أي عدم الترشح لهذه الانتخابات. توجه يونسي في خطاب ألقاه أثناء لقاء جمعه، أمس، بمسؤولي المكاتب الولائية بحزبه بالعاصمة، إلى الرئيس بوتفليقة ليستعمل ما أسماه ”المفتاح الكبير لحلحلة الأوضاع”، وقال: ”مفتاح الحل مازال بيده، يمكنه أن يستعمله لتغليب مصلحة الجزائر على مصلح المحيطين به، سيكتب له هذا في التاريخ”. ورافع مرشح الانتخابات الرئاسية ل 2009 للالتفاف حول المرشح علي بن فليس، فهو يتوفر، حسب قوله، ”على كل المقاييس والصفات ويقدم الضمانات الحقيقية في المجتمع، وكل الناس الذين تم إقصاؤهم من دائرة النشاط السياسي”. وتابع أن المشاركة بقوة في الانتخابات وتشديد المراقبة في مختلف مكاتب التصويت، ضامن أساسي لنجاح عملية التغيير، رغم التوقعات بمحاولة النظام والتنظيمات التابعة لها التلاعب بالنتائج. وتوجه يونسي بدعوة الأحزاب التي قررت المقاطعة، وخصوصا الإسلاميين، للعدول عن خيارهم، وقال: ”كنتم تبحثون عن رجل توافق، والأحداث أفرزت رجلا موقعه في المنافسة أحسن من غيره.. تعالوا نلتف حوله لنجعل من هذا الخيار خيارا واقعيا، ونفرض التغيير المأمول”. وخص أمين عام الإصلاح في خطابه أحزاب النهضة وحمس والأرسيدي، ”لوضع يد بيد ووضع ثقلها لفرض التغيير عن طريق الانتخابات، لأن خيار المقاطعة يتبع بالنزول للشارع، الذي اعتبره قفزة نحو المجهول”، وهي محاولة، حسب يونسي، ”لا تلقى تأييد الشعب الجزائري، وخصوصا بعد التجارب السابقة التي خاضها”، وقال ”الأمثلة ظاهرة هنا وهناك ومن حولنا والعاقل من يتعظ بغيره”. وانتقد أمين عام الإصلاح بقوة ”دعاة المرحلة الانتقالية في الجزائر التي يروج لها أحزاب وشخصيات من المعارضة”، وقال ”خيار مثل هذا يتوجب توفر فيه إجماع وطني مسبق بين مكونات الساحة السياسية، لكن التجربة أثبتت أن الطبقة السياسية عاجزة عن الوصول إلى حد أدنى من التوافق”، وتساءل: ”هل نذهب لنفكك دولتنا ومن ثم نعجز عن إعادة التركيب؟”. وانتقد يونسي أيضا بقوة المطالبين ب«تدخل الجيش لإحداث التغيير”، في إشارة إلى رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، وقال إن ”إدخالها في اللعبة هو إضعاف لهذه المؤسسة التي هي فوق الجميع”.