فضل أمس، مترشح حركة الإصلاح جهيد يونسي أن تكون بداية تحركه في الحملة الانتخابية من شوارع العاصمة، وتحديدا من حي القصبة، المكان الذي استشهد فيه العديد من المجاهدين، حيث قام المترشح بزيارة لمسكن الشهيد علي لابوانت، وتحدث في كلمة مقتضبة عن تاريخ القصبة العتيق. كما زار مسجد كتشاوة واقترب من المواطنين، متجولا وسط الأسواق والأحياء الشعبية بالعاصمة، على غرار ساحة الشهداء. وعلى طريقة الانتخابات الأمريكية، أعلن جهيد يونسي، مرشح الحركة الإصلاح لرئاسيات أفريل المقبل، تحديه للمترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، داعيا إياه لإجراء مناظرة تلفزيونية، تتناول البرامج الانتخابية لكلا المترشحين. وأمام عدد من مناصري المترشح في أول تجمع له بعد إطلاق الحملة الانتخابية التي بدأها جهيد يونسي من البليدة، وجه المترشح دعوة رسمية تتمحور حول البرنامج الإنتخابي، معتبرا أن عبد العزيز بوتفليقة المنافس الوحيد له مع إبدائه الإحترام لباقي المنافسين، قائلا ''أنا أحترم كل مترشح دخل هذا السباق، لكني واثق كل الثقة بما أحمله من برامج وأفكار جادة تكون بديلة للسياسات القائمة حاليا. وتحدث جهيد يونسي عن غلق الممارسة السياسية والإعلامية، حيث قدم في عرض برنامجه مشروعا بديلا، واعتبر الحرية ممارسة وليست شعارات، ودعا لفتح المجال للحريات الديمقرطية والنقابية. ورفض جهيد يونسي وصفه بمرشح المعارضة، وذلك بالقول إن المعارضة ذاتها تقف في وجه الذي يقدم نفسه على أساس أنه هو السلطة وممثل الدولة. وانتقد أداء التلفزيون الذي اتهمه بالتقصير والتحيز للمترشح الحر، خاصة مع اقتطاع بعض المقاطع من خطابات باقي المترشحين، واعتبر التلفزيون ملك للشعب، ولذلك يجب أن يساوي بين المترشحين، وأرجع ذلك لعدم وجود رقابة، وتوعد بفضح هذه الأساليب التي تمس بنزاهة العملية الانتخابية. وأضاف أنه دخل الانتخابات، بهدف تمرير رسالة ثقة للجزائريين من أجل إحداث التغيير الذي لا يكون إلا بالتوجه لصناديق الاقتراع وإسماع أصواتهم. وعن الذين قالوا إن المال والنفوذ حسم أمر الانتخابات، أكد يونسي أن سلطة الجزئريين وإرادتهم هي التي ستحسم العملية الانتخابية، التي هي فرصة الجزائريين للتغيير، الذي لو أجري استفتاء حوله لصوتت الأغلبية لصالحه. وانتقد يونسي بإسهاب أساليب المترشح بوتفليقة، في ابتزاز الجزائريين وذلك على خلفية التلاعب بقضية مسح الديون ورفع منحة الطلبة، معتبرا هذه الإجراءات الجديدة هدفها شراء ذمم الجزائريين، ودعا من هذا المنبر الجميع للتصويت لصالح قناعاتهم. وقدم جهيد يونسي مجموعة من الوعود، أهمها فتح المجال الإعلامي والسياسي لتعزيز عمل الأحزاب والمنظمات، مع إلغاء شرط الاعتماد مستبدلا إياه بإشعار السلطات المعنية بالممارسة. وفي حديثه عن حقوق المرأة، ذكر أن المرأة ليست ديكورا انتخابيا، في إشارة إلى المطالبة بمنح حقوق أكثر لها وفتح المجال السياسي أمامها قبل أيام من انطلاق الحملة الانتخابية تزامنا مع عيد المرأة، واعتبر ذلك انتقاصا من حقوقها، داعيا إلى تكريسها وفق ما حدده لها الإسلام الذي أعطاها كافة لحقوق، وقال إن الذي يفصل بين الرجل والمرأة هي الكفاءة، فإذا كانت هي أقدر من الرجل فلا مانع أمامها من الوصول إلى المناصب السياسية. وتحدث عن فئة الشباب معتبرا السياسات السابقة للحكومات ساهمت في قتل الروح الوطنية، ونقلهم من مرحلة لحطيست إلى مرحلة الحرفة. وانتقد السياسات المنتهجة من طرف الحكومة التي تقدم الصدقات للشباب الذي هو أكرم من هذه الصدقات ويحتاج إلى احتواء مشاكله وتوفير مناصب الشغل ودعا جهيد يونسي في الأخير، إلى ضرورة المشاركة في العملية الانتخابية لإحداث التغيير وليس من أجل رفع نسبة المشاركة، رافضا المقاطعة التي من شأنها أن تؤزم الوضع، مشددا على أن رسالته هذه على لسان مترشح وليس ممثلا لحركة الإصلاح، نافيا أن يكون تحدثه باسم الحزب أو تيار معين.