كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، النقاب عن انزعاج الولاياتالمتحدة إزاء التقارير التي أفادت بتدخل روسيا عسكريا في شبه جزيرة القرم، لافتة إلى أن هذا التدخل لا يقوم على أي أساس قانوني وينتهك تعهدات روسيا بحماية استقلال وسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية، مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمعاقبة روسيا. ورأت المجلة الأمريكية، أنه يتعين على أوباما اتخاذ 8 خطوات لمعاقبة روسيا والحفاظ على الاستقلال والسيادة الأوكرانية، وعرضت مجلة "بوليتيكو"، رؤيتها لهذا العقاب، موضحة "أن الخطوة الأولى تتمثل في أن يتحدث أوباما بشكل قاطع وتسمية ذلك بالغزو العسكري، وعلى إدارة أوباما الاعتراف علنا بأن إعادة العلاقات مع روسيا وصلت إلى طريق مسدود. وثانيا، يتعين على أوباما إرسال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيجل، إلى كييف لإظهار دعم الولاياتالمتحدة للحكومة الانتقالية في أوكرانيا، وحث حلفاء الولاياتالمتحدة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" لإرسال ممثلين هناك، وأنه يجب على الولاياتالمتحدة عقد اجتماع طارئ للناتو لوضع رد قوي موحد من الحلف. وأضافت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أنه يجب على الولاياتالمتحدة، إرسال وفود رفيعة المستوى إلى حلفائها في وسط وشرق أوروبا لتأكيد حقيقة أن أمريكا تقف بصفهم، وكجزء من هذا العمل مع الحلفاء، ينبغي وضع سلسلة من التدابير الاقتصادية وضمان الأمن لمساعدة استقرار الحكومة الانتقالية في كييف ودعم التحول الديمقراطي. ثالثا، يجب على الولاياتالمتحدة حشد حلفائها لمقاطعة قمة يونيو لمجموعة الثماني في مدينة "سوتشي" الروسية، وإذا لم تنسحب القوات الروسية من أوكرانيا على الفور، ينبغي أن تستبعد روسيا من عضوية هذه المجموعة تماما. ولفتت المجلة الأمريكية، إلى أن رابع هذه الإجراءات هو أنه يجب فورا تعليق كافة المناقشات والمفاوضات مع موسكو بشأن أية قضية لا علاقة لها بهذه الأزمة، بما في ذلك التجارة وغيرها من المسائل، كما أن خامس الإجراءات التي يتعين على الولاياتالمتحدة وحلفائها اتخاذها هو طرح قرار الإدانة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وتابعت المجلة الأمريكية قائلة: إن سادس تلك الخطوات هو أن تجدد الولاياتالمتحدة دعمها لعضوية جورجيا في حلف شمال الأطلسي، وهو الأمر الذي يهدف إلى تزويدها ببعض القدرات الدفاعية التي لطالما طلبها الجورجيون منذ حربهم مع روسيا في عام 2008. سابعا ، يجب على إدارة أوباما إضافة المزيد من المسؤولين الروس إلى قائمة ماجنيتسكي، الأمر الذي يفرض حظر السفر وغيره من العقوبات عليهم، حيث أن الأمريكيين رأوا في ميامي خلال السنوات الأخيرة موجة من السياح الروس قادمين إلى المدينة والدولة لإنفاق المال وشراء العقارات، وأن العديد منهم مسؤولون حكوميون أو حلفاء يرجع الفضل في ثروتهم إلى بوتين، وأنه يجب أن يتم التحديد من قدرتهم على السفر إلى أمريكا. وأخيرا يجب على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد، وقف جهوده لفرض التصويت بالمجلس على روز جوتيمويلر الأسبوع المقبل لتكون وكيل وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدوليين وخصوصا أن المفاوضات التي تقودها مسؤولة في وزارة الخارجية، مثل السيدة جوتيمويلر، تحاول التقليل من شأن الانتهاكات الروسية لاتفاقات الحد من التسلح. ورأت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن هذه لحظة حاسمة في تاريخ العالم حيث أن مصداقية التحالفات والضمانات الأمنية التي حافظت على النظام الدولي أصبحت على المحك، وإذا مرت إجراءات بوتين بدون عقاب، ستسهم في حقبة مظلمة وخطيرة في العلاقات والوضع العالمي.