هاجم علي بن فليس، المترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما وصفه بممارسات ”التزوير” من طرف منافسه المحتمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأعاب بن فليس على محيط الرئيس ”تزوير مطبوعات الترشح باستعمال سجل الحالة المدنية وباستمالة الإدارة”، ودون أن يشير إلى بوتفليقة بالاسم ”البلاد لا يبنيها الحرام، أما عني فمطبوعاتي (استمارات التوقيعات) كلها حلال طيب”. بدأت ملامح حملة انتخابية عنيفة بين المترشح علي بن فليس والرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة تأخذ طريقها للتجسد، بما أن رئيس الحكومة الأسبق ترك عامل ”التحفظ” الذي دشن به أيامه الأولى من الترشح، واختار بهو المجلس الدستوري لانتقاد منافسه المحتمل الذي ”يتمتع بميل الإدارة نحوه”، وكان باديا أن بن فليس قد اختار طريق ”التصعيد” بشكل رمزي خلال تنقله أمس لتسليم ملف الترشح، حيث ترجّل من موكبه على بعد 150 متر من بوابة المجلس وتمشى وسط الجموع، في إشارة واضحة لشكوك يرفعها حول صحة الرئيس بوتفليقة الذي لم يشاهده أحد ينزل من موكبه أول أمس، ورفع العشرات من الأنصار صورا لبن فليس وهتفوا ”بن فليس رئيس” و”السيستام.. بن فليس إلى الأمام”. وهاجم الرجل الذي قال إنه جمع مئات الآلاف من التوقيعات ما سماه ”التصرفات الرخيسة والدنيئة التي بدأت في الظهور”، داعيا العدالة لأن تتحرك ”لأنه لو كانت لنا عدالة لرفعت مئات الآلاف من الشكاوى ضد استعمال السجل الانتخابي الذي هو أمانة لدى مصالح الدولة، لكنه استعمل لصالح مترشح واحد”، وأعاب بن فليس على منافسه بقوله ”كل مطبوعاتي حلال طيب ولا توجد أي وثيقة مزورة، فبناء البلاد يتم بالحلال وليس بالحرام ولم نستعمل أي سجل للحالة المدنية”، متابعا ”فليعرف الجزائريون أنه في أكثر من بلدية سحبت سجلات الحالة المدنية وكتبت بيانات أشخاص”. وقد اشتكى علي بن فليس لرئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي خلال لحظات الاستقبال التي خصه بها لما سلم ملف ترشحه أمس من تجاوزات قال إنه سجلها على الإدارة، وعبّر بن فليس عن أمله في أن يكون الاقتراع ”نهاية للأزمة وليس بداية الأزمة”، وتابع مخاطبا رئيس الهيئة الدستورية: ”المجلس هو الرقيب والحسيب على العملية الانتخابية، وهو مطالب بأن يتصرف بعدل ومساواة مع كل المترشحين”، فأجابه مدلسي ”ملاحظاتك ستؤخذ بعين الاعتبار”. وقال بن فليس وهو يخاطب الصحافة ”فضلت وجودكم في القاعة حتى أشهدكم على توقيعي وأشهد قبلكم الله على ذلك”، ثم تابع ”أردت أن أبين أنه لا يزال هناك رجال يحلمون بإخراج البلاد من الأزمة، لذلك لم أبق في بيتي، فهمّي لم يكن أبدا الكرسي وإنما وضع قطار الجزائر على سكته”، وحث بن فليس الشعب الجزائري ”ألا يقبل بمصادرة إرادته ولا يقبل بالسرقة والنهب لأصواته”. وأوصى الجزائريين ”أن ينتخبوا بقوة”، لأن عدم التصويت يوم الانتخابات هو ”فتح المجال لسارقي أصوات الشعب”، وتمنى أن ”يكون الاستحقاق المقبل حلا ومخرجا للجزائر عوض أن يكون والعياذ بالله عاملا معمّقا للأزمة وبوادر ذلك تلوح للأسف في الأفق”. ويعتبر بن فليس سابع مترشح يسلم ملف ترشحه للمجلس الدستوري، وقال مسؤول كبير في مديرية حملته الانتخابية ل”الخبر” إن عدد التوقيعات التي حملها للمجلس قاربت ال180 ألف مدعومة بتوقيع 2300 منتخب، وترافق الترشح الرسمي لرئيس الحكومة الأسبق مع إصدار عشرة أحزاب وهيئات مجتمع مدني موالية له بيان تزكية ودعوة المواطنين للالتفاف حول مشروع الرجل، وندد بيان المجموعة ب”استعمال مؤسسات الدولة لتدعيم مرشح معين”.