نفى الرئيس الروسي فلادمير بوتين تدخل القوات الروسية في أوكرانيا، في إجابة عن سؤال خاص بالتدخل في القرم طرح عليه في ندوة صحفية عقدها أمس بضواحي موسكو، حيث قال "لا، لا تشارك، هي قوات الدفاع الذاتي". وكان كاتب الدولة الأمريكي للخارجية جون كيري الذي تنقل أمس إلى كييف قد ندد السبت ب "الغزو" الروسي لأوكرانيا، بعدما أعلنت السلطات الأوكرانية الجديدة وصول الآلاف من الجنود الروس إلى القرم. وأضاف بوتين أنها “ليست ضرورية الآن” لكنه لم يستبعد اللجوء إلى “جميع الوسائل” لحماية مواطنيه في بلد معرض لأزمة حادة. حيث أكد أنه إذا “اتخذ قرار استعمال القوات المسلحة فسيكون ذلك أمرا شرعيا ومطابقا للقانون الدولي، ما دام لدينا طلب من الرئيس الشرعي فكتور يانكوفيتش”. وأشارت مصادر إعلامية غربية إلى أن يانكوفيتش لم يشر إلى هذا الطلب في تصريحه الأخير. ما يفتح أكثر من تساؤل عن ماهية الرسالة التي أخرجها سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، أمام مجلس الأمن المنعقد بطلب من روسيا. ووصف بوتين ما حدث في كييف ب “الانقلاب على الدستور، الانقلاب على الحكم بالسلاح”، وقال إنه لن يعترف بانتخابات ستجري “في ظروف مرعبة”. وكشف أنه صارح يانكوفيتش أن مستقبله السياسي توقف، وأمر الوحدات المشاركة في المناورات العسكرية في البحر الأسود بالعودة إلى الثكنات. هذا وأعلنت الولاياتالمتحدة وقف التعاون العسكري مع روسيا، بما فيها التدريبات المشتركة والاجتماعات والندوات العسكرية وإرساء سفن في موانئ البلدين، علما أن الإمدادات الأمريكية نحو أفغانستان كانت تمر عبر التراب الروسي، ومازالت باخرة ترسو في مياهها الإقليمية في البحر الأسود. وهددت كذلك بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية لعزل روسيا. وقال الرئيس أوباما إن “العالم بأسره يعترف أن الإجراءات التي اتخذتها روسيا تمثل خرقا لسيادة أوكرانيا (...) خرقا للقانون الدولي”. غير أن بريطانيا لا تبدو غير متحمسة لدعم “عقوبات اقتصادية على روسيا”، حسب وثيقة نشرتها الصحف والقنوات البريطانية التقطها مصور عن بعد. وتعارض لندن كذلك التحضير العسكري لحلف الناتو وتفضل أن تكون الأممالمتحدة في الصفوف الأمامية وليس الاتحاد الأوروبي. وتفضل بريطانيا عقوبات ألطف مثل رفض التأشيرة للمسؤولين الأوكرانيين السابقين. وأجاب بوتين أن العقوبات ستعود على أصحابها، وأن بلده مستعد لاحتضان قمة “مجموعة8” بسوتشي. ومن تونس، أجاب وزير خارجية روسيا سرغاي لافروف بأن التهديد بالعقوبات لن يغير شيئا، “لأننا كنا دائما ضد سياسة العقوبات من جانب واحد”. ويلتقي اليوم مع نظيره الأمريكي بباريس على هامش القمة الخاصة بلبنان، في أول مناظرة بعد انقلاب الأوضاع في أوكرانيا. وبدا وزير خارجية ألمانيا ولتر شتاينميير متشائما حيث قال “كان لي لقاء صعب وطويل وجاد، لكن غير كاف لكي أقول إن هناك حلا قريبا للأزمة الأوكرانية”. وعلى صعيد آخر، نف السكرتير الثالث للسفارة الأوكرانية إيفان سجيدا خلال زيارته جريدة “الخبر” أمس المعلومات المتداولة في بعض المواقع الإخبارية بشأن وضع سفينتين حربيتين أوكرانيتين قوتيهما تحت تصرف السلطة المحلية في شبه جزيرة القرم والموالية لروسيا. وأضاف أن القوات البحرية الأوكرانية رفضت الانصياع لأوامر قائدها الأدميرال دنيس بيريزوفيسكي وطردته من إحدى قواعدها بعد أن أعلن ولاءه لروسيا. توضيح نفت السفارة الأوكرانية بالجزائر صحة التصريح الذي أدلى به أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بواشنطن الدكتور إدموند غريب لجريدة “الخبر”، بشأن رفض أكبر سفينة حربية أوكرانية للانصياع إلى قرارات الحكومة الأوكرانية الجديدة ورفع العلم الروسي، وقالت إن “هذا الخبر ليس له أساس من الصحة”. وأوضحت السفارة الأوكرانية في ردها أنّ “السفينة الحربية هيتمان ساهايداتشني متواجدة حالياً في البحر الأبيض المتوسط قياماً بكل القرارات لقيادة القوات العسكرية البحرية الأوكرانية”. مشيرة إلى أنّ هذه السفينة قامت بزيارة رسمية إلى الجزائر في عام 2008 في إطار تطوير علاقات الشراكة بين البلدين. السفارة الأوكرانية بالجزائر