تجددت دعوات المعارضة إلى ضرورة التخلي عن الحلول السياسية لصالح الحل العسكري في سوريا، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء النظام القائم في سوريا، وهو ما خلص له عدد من قيادات الائتلاف المعارض الذي تأسف رئيسه، أحمد الجربا، عن عدم تنفيذ واشنطن تهديداتها بالضربة العسكرية. فيما دعت أوساط من المعارضة إلى تفاوض على الجولان مقابل دعمها لإسقاط الأسد. جاءت تصريحات أحمد الجربا لهيئة الإذاعة البريطانية، أمس، والتي قال فيها إن الائتلاف المعارض يعوّل على مجموعة أصدقاء سوريا من أجل مضاعفة المساعدات العسكرية للجيش الحر، مشددا على أن المجموعة تعهدت في وقت سابق بدعم الجيش الحر من أجل ترجيح كفة النزاع على الأرض في حال ظهور بوادر توحي بفشل مفاوضات السلام. وقال الجربا إن سير الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 أقنعت المجتمع الدولي بعدم جدوى التفاوض مع الحكومة السورية، وأن الأمر بمثابة إطالة عمر النزاع المسلح. وطالب الجربا، في سياق حديثه، أصدقاء سوريا بالوفاء بالتزامهم الأخلاقي نحو الشعب السوري والشروع في دعم الجيش الحر وتمكينه من الإطاحة بالنظام القائم. وفي سياق متصل بدعوات التدخل العسكري، كشف المعارض والقيادي في الائتلاف، كمال اللبواني، عن مقترح تقدم به عدد من قادة من الجيش الحر وشخصيات معارضة في الائتلاف، على إدارة البيت الأبيض الأمريكي، حول إمكانية التفاوض للتخلي عن هضبة الجولان المحتل من طرف إسرائيل مقابل تقديم الدعم اللازم للمعارضة للإطاحة بالنظام السوري بالقوة. وقال اللبواني، في حديثه لصحيفة “العرب” الصادرة بلندن، إن السوريين أصبحوا على قناعة بأن سوريا فقدت الجولان منذ عقود “والأجدر بنا اليوم تفادي انقسام سوريا وتفتيتها إلى دويلات إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه اليوم”. وأوضح اللبواني أن الفكرة تقوم على إشراك إسرائيل في تضييق الخناق على النظام السوري، من خلال السماح لإسرائيل بفرض منطقة حظر جوي دون التدخل بريا في سوريا، على أن يتم دعم الجيش الحر بالعتاد العسكري الثقيل لترجيح الكفة لصالحه. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أشار وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، جون كيري، في رده على أسئلة أعضاء من الكونغرس، أول أمس، بالقول إن قوات النظام السوري تمكنت من تحقيق تقدم ميداني، مشيرا في السياق أن المعارضة سجلت تأخرا كبيرا بسبب الانقسامات الداخلية، كما جدد موقفه بخصوص الحلول المتوقعة في سوريا بالقول إن كل المؤشرات المتوفرة لحد الآن تستبعد إمكانية اللجوء للحل العسكري. في المقابل، رفضت سوريا تصريحات الوسيط الأممي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، بخصوص الرئاسيات السورية، حيث اعتبر وزير الإعلام، عمران الزعبي، أن ذلك من الشأن الداخلي ولا يحق للوسيط التدخل فيه، إلى ذلك أفادت تقارير إخبارية عن إصابة وزير الخارجية، وليد المعلم، بوعكة صحية قد تضطره للغياب عن الجولة الثالثة من مفاوضات الحل السياسي.