أصدر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عقوبات ضد 11 مسؤولا روسياوأوكرانيا، من بينهم الرئيس الأوكراني السابق يانكوفيتش، ونائبه روزوغين ورئيسة الغرفة العليا للبرلمان الروسي، فالنتينا ماتفينكو، ومقربين من الرئيس بوتين، يقضي بتجميد أرصدتهم، كرد فعل على استفتاء شبه جزيرة القرم التي صوت فيها 69,77 بالمائة من القرميين لصالح الانضمام إلى روسيا. من جانبه، أصدر الاتحاد الأوروبي، أمس، عقوبات ضد 21 شخصية روسية وأوكرانية، مباشرة بعد إعلان نتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، حسبما أعلنه وزير خارجية لتوانيا، ليناس لنكفسيوس، على موقع تويتر. وأوضح أن القرار مس 13 شخصية روسية و8 أوكرانية. وأكد أن الاتحاد سيحضر قرارات إضافية في الأيام القليلة المقبلة. وقبيل اجتماع وزراء خارجية 28 دولة أوروبية، قالت رئيسة الدبلوماسية، كاثرين آشتون، ”سنعمل على توجيه أقوى رسالة لروسيا”، حتى تستوعب بأن ”الوضع خطير”. أما رئيس الحكومة الأوكراني بالنيابة، أرسيني ياسينيوك، فكلف وزير خارجيته بإعداد صياغة قانونية لتقسيم أملاك الاتحاد السوفياتي السابق في الخارج. وجاء أول تعقيب أمريكي على الاستفتاء من الرئيس أوباما الذي اعتبر أن الولاياتالمتحدة والمجموعة الدولية لن تعترف ”أبدا” بالاستفتاء الذي جاء ”خرقا للدستور الأوكراني وتحت الضغط العسكري”. وتوعد بالمزيد من العقوبات على موسكو. ومع ذلك قال إن الحل الدبلوماسي مازال ممكنا. فيما كشف وزير خارجية روسيا، سرغاي لافروف، أمس، أن موسكو تقدمت، منذ أسبوع، باقتراح عرض على الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي لإنشاء ”مجموعة دعم” تتقبلها جميع الأطراف، قصد إخراج أوكرانيا من الأزمة. ويشترط الكرملين على الأطراف ”الابتعاد عن اليمين المتطرف” الذي استولي على الحكم في كييف وأن تكون الروسية ثاني لغة وطنية في أوكرانيا. وفور الإعلان عن نتائج الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، صوت البرلمان المحلي في سمفروبول على لائحة الانضمام إلى روسيا، في انتظار جلسة الدوما (البرلمان الروسي)، الجمعة القادم، لتحديد مصيرها. وتنقل أمس وفد برلماني إلى موسكو لمناقشة الإجراءات التي ستتخذها الدوما وتحديد الوضع القانوني الذي ستأخذه الدولة الجديدة. وستشرع القرم في تأميم جميع الأملاك التي كانت بحوزة أوكرانيا والقواعد العسكرية وحل الوحدات العسكرية الأوكرانية وتعطي الخيار للعسكريين الأوكرانيين المتواجدين بالقرم حق الانضمام إلى الجيش الروسي أو مغادرة القرم. وأشار الرئيس سرغاي أكسيوموف، على موقعه، أن 500 جندي أوكراني غادروا قواعدهم وتوجهوا إلى أوكرانيا، وكشف أن القرم استفادت من إعانة مالية قدرها 295 مليون أورو من موسكو. ونظرا لغياب حدود ترابية مع روسيا، قررت حكومة دميتري مدفيديف إنشاء جسر ضخم يربط الجزيرة بروسيا، ويفتح لها هكذا منفذا إلى البحر الأسود والبحر المتوسط في آن واحد. وتتوجس الدولة الجديدة خيفة من رد الفعل الأوكراني، كونها تستمد الماء والكهرباء والغاز من أوكرانيا. وفي نفس الوقت، في حال ما إذا أقبلت كييف على غلق الأنابيب فتشرع روسيا في قطع الغاز. وقد تعتمد القرم مستقبلا على محطات توليد الكهرباء التي أنشئت في سوتشي بمناسبة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة. كما اعتمدت القرم العملة الروسية الروبل للتعامل التجاري وكذا توقيت موسكو، أي التوقيت الدولي زائد أربعة.