المجلس الوطني: "الشرطة حاولت تفريقنا ومزقت العلم الوطني" داهمت مصالح الأمن، أمس، في حدود الساعة الثالثة مساء، عناصر أفراد التعبئة المعتصمين في ساحة البريد المركزي، وقامت بحجز الشعارات التي رفعوها والتضييق عليهم من أجل مغادرة المكان، ووقعت مناوشات بين الطرفين قبل أن تنسحب الشرطة وتكتفي بتطويق المكان. ويأتي هذا بعد أن قضى أفراد التعبئة أول ليلة من اعتصامهم المفتوح بساحة البريد المركزي، حيث افترشوا الأرض والكرتون، قبل أن يواصلوا طيلة نهار أمس الاثنين الاحتجاج ورفع الشعارات المطالبة بتسوية وضعيتهم المادية والمعنوية وتنفيذ وزارة الدفاع الوطني الوعود التي أطلقتها. وتداول أفراد التعبئة البالغ عددهم أكثر من 120 ألف على المستوى الوطني، على احتلال ساحة البريد المركزي بالعاصمة، حيث غادر مساء أول أمس الأحد البعض منهم، والتحق بالاعتصام آخرون جاؤوا من مختلف الولايات. وافترش المعنيون، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد إلى الاثنين، الكرتون التي ناموا عليها، كما تداولوا على تناول وجبة العشاء عبر التنقل إلى المطاعم المجاورة في مجموعات، والعودة بعدها مباشرة إلى ساحة البريد المركزي. وتدخل أعوان الأمن، مساء أول أمس، لردع أفراد التعبئة عن مواصلة اعتصامهم والمبيت في الليل، وتهديدهم بفض الاعتصام خلال الليل، ولم يتدخلوا مرة أخرى إلا في الساعة الثالثة من مساء أمس، حيث قاموا بحجز الشعارات التي كانت معلقة في الساحة، والتضييق على المعتصمين لإجبارهم على مغادرة المكان، ما أدى إلى وقوع مناوشات بين الطرفين، قبل أن تنسحب مصالح الأمن وتكتفي بتطويق المكان من جديد. وأفاد عضو المجلس الوطني، عبد القادر بن يطو، ل«الخبر”، بأن “مصالح الشرطة قامت بحجز كل الشعارات وقامت بتمزيق العلم الوطني الذي كان معلقا بذات الساحة”، مفيدا بأن “هذا تجاوز في حق العلم الرمز”. وأضاف: “ربما كنا في سنوات التسعينات حين لبينا نداء الوطن مخدوعين في وطنيتنا”، لينتهي بالتساؤل: “أين نحن من جزائر العزة والكرامة؟”. وذكر ذات المتحدث أن الاعتصام سيستمر ما لم ترضخ الوزارة الوصية إلى مطالب هذه الفئة التي يصفها ذات المتحدث ب«المهمشة”، وقال إن الوعود التي قطعتها الوزارة يجب أن تنفذ في القريب العاجل من أجل الرجوع عن قرار الاعتصام المفتوح. ولقد عاود أفراد التعبئة والمجندون والمعاد تجنيدهم بين سنوات 1995 و1999 الاحتجاج السلمي طيلة نهار أمس، عبر رفع الشعارات واللافتات المطالبة أساسا بإنصافهم، فيما اصطفت مصالح الأمن حولهم مانعة أي اصطدام بينهم وبين باقي المارة. ويطالب أفراد التعبئة بالاعتراف والتقدير والاستفادة الكاملة من قانون المصالحة والوئام المدني، وتعويضهم معنويا وماديا وإصدار نص قانوني من أجل استفادتهم من منحة شهرية، إضافة إلى التعهد بالتكفل الصحي لهذه الفئة والاستفادة من امتيازات المركز الصحي، والحصول على الأولوية في السكن والعمل، وتسوية وضعية الضما الاجتماعي وقروض بدون فوائد ورخص الاستغلال.