أقدمت قوات مكافحة الشغب، ليلة أول أمس، على إخلاء ساحة الشهداء بالعاصمة، من المئات من أفراد قوات الدفاع الذاتي والمقاومين المعتصمين منذ 6 أيام. جندت المديرية العامة للأمن الوطني المئات من عناصر قوات مكافحة الشغب، لتنفيذ عملية إخلاء ساحة الشهداء التي كان يعتصم فيها أكثر من 400 محتج من أفراد قوات الدفاع الذاتي والمقاومين القادمين من مختلف مناطق الوطن. وحسب شهود عيان، فإن عملية تدخل أفراد الأمن، بدأت في حدود الساعة العاشرة ليلا، حيث تمت محاصرة أفراد الدفاع الذاتي خلف السياج الحديدي المنجز حديثا والمحيط بكامل ساحة الشهداء، وبعدها تم غلق الشوارع على حركة السير للراجلين والسيارات المدنية على مستوى الطريق الرابط بين البريد المركزي ومقر المديرية العامة للأمن الوطني، تخوفا من دخول محتجين آخرين من سكان القصبة كانوا يهتفون وينددون برفض والي العاصمة حل الانسداد الحاصل في البلدية. وعرف تدخل قوات مكافحة الشغب بساحة الشهداء مقاومة المعتصمين، حيث رفضوا مغادرة المكان في جوّ مشحون، وهو ما دفع بعدد من الأشخاص المحتجين إلى الصعود إلى القبة الكائنة وسط ساحة الشهداء، مهددين بالانتحار برمي أنفسهم في حال إرغام المعتصمين من أفراد الدفاع الذاتي والمقاومين على إخلاء المكان، مع ترديد شعارات مناوئة للسلطات ك''دعونا نطالب بحقوقنا فقد حاربنا الإرهاب قبلكم في الجبال''. وسخرت المصالح الأمنية للعاصمة، حافلات المؤسسة الوطنية للنقل الحضري، حيث حول المعتصمون على متنها إلى محطة الخروبة للنقل البري، ومن ثم ترحيل المعتصمين إلى ولاياتهم، للحيلولة دون عودتهم إلى ساحة الشهداء والتجمع. وتوعّد المرحلون من أفراد الدفاع الذاتي والمقاومين، بالعودة إلى العاصمة خلال اليومين القادمين، وتجديد احتجاجهم أمام السلطات المعنية، في تحد صريح للقرار المتخذ بمنع أي تجمع أو اعتصام بساحة الشهداء التي اعتبرها الكثير من الجزائريين كساحات التحرير في الدول العربية الأخرى.