أعلنت جبهة القوى الاشتراكية عن البدء في لقاءات مع ”الفاعلين السياسيين والاجتماعيين” من أجل التحضير لعقد مؤتمر ”توافق” يختص بتقديم مخرج ديمقراطي وسلمي للأزمة الوطنية. ستشرع جبهة القوى الاشتراكية في ربط اتصالات مع ”الأطراف المهتمة بالنهج التوافقي” حول المسائل السياسية والاقتصادية والقضايا الاجتماعية والبيئية والثقافية التي تواجه البلاد، لعقد مؤتمر للإجماع، وقالت جبهة القوى الاشتراكية في بيان أمس إن هدف المؤتمر هو ضمان ”وحدة وتماسك السيادة الوطنية في سياق دولي وإقليمي حساس”، كما تريد الجبهة حسب تعبير البيان من خلال مؤتمر الإجماع ”تلبية احتياجات التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي والمطالب الاجتماعية العاجلة”. واللافت أن جبهة القوى الاشتراكية تتحدث عن مرشحين للرئاسيات معنيين بالدعوة، ما يعني نيتها بدء المشاورات ربما قبل الانتخابات الرئاسية، فقالت إن الهدف من هذا المؤتمر ”هو توفير إطار للنقاش والتشاور مع جميع المشاركين: الأحزاب السياسية، والمرشحين للانتخابات الرئاسية، وشخصيات مستقلة، وأكاديميين، وقادة والمنظمات الاجتماعية”. ولم تعلن جبهة القوى الاشتراكية عن آجال زمنية لمباشرة هذه المبادرة، كما لم تحدد المعنيين بها، وهل قياديوها هم من سيتوجهون إلى ”الأطراف المرحبة بمسار الإجماع” أم أن الحزب سينتظر لحاقا تلقائيا من السياسيين المقصودين ببيانه؟ وكان أحمد بطاطاش الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية وجه دعوة إلى ”ضرورة بناء إجماع سياسي وطني مع كافة الأطراف والشخصيات السياسية لتجسيد المرحلة الانتقالية ضمانا لاستقرار البلاد”، مشيرا إلى أن بناء إجماع سياسي وطني هو ”السبيل الوحيد لحماية الاستقرار الوطني”. وورد في بيان للأفافاس موقع باسم الهيئة المديرة، أن الهدف من ذلك هو ”أن نحقق معا عددا من القواعد التي تمكن من تحسين أداء الدولة، ومؤسسات تحقق القبول والاحترام من قبل الجميع”. ويقول البيان أيضا إنها تريد أن تحدد أيضا توافقا حول الخطوات والأدوات والأساليب من أجل تأسيس نظام سياسي متفتح وبناء جمهورية حديثة ديمقراطية واجتماعية على حد سواء”. ولفت الأفافاس إلى أن بعض ”القضايا التي تتعلق بالمصلحة الوطنية تحتاج إلى توافق في الآراء حول السياسات المعتمدة، وذلك على أمل وضع البلاد مرة أخرى في مسار العمل والحفاظ على مستقبل أجيال المستقبل”. ولإعداد هذا المؤتمر التوافقي، ذكرت جبهة القوى الاشتراكية أنها لا تضع أية شروط ومعالم مسبقة ”على أساس أن تجارب الماضي تجعلنا نولي اهتماما لتهيئة الظروف للنجاح”، ويجهل المغزى الذي تريده جبهة القوى الاشتراكية من هذه الخطوة قياسا لموقفها المبتعد عن ”جدلية” الرئاسيات بعدم المشاركة وأيضا عدم المقاطعة ولا دعم مرشح مفترض.