بعد مساعٍ حثيثة من الحكومة الفرنسية لدى نظيرتها الإسبانية وإبقاء الشركة الجزائرية لعرضها إلى غاية اليوم، قررت أمس العدالة الإسبانية السماح لمجموعة سيفيتال الجزائرية بشراء علامات أكبر مجمع متخصص في إنتاج المواد الكهرومنزلية في فرنسا وإسبانيا والخامس على المستوى الأوروبي ”فاغور برانت”. أعطت محكمة سيباستيان بعد تحفظات عديدة الضوء الأخضر للمجمع الجزائري سيفيتال لشراء كافة العلامات المرتبطة بمجمع فاغور برانت التي يحوزها الفرع الإيرلندي للمجموعة الأوروبية المهددة بالإفلاس والتصفية، ويساهم القرار الصادر عن المحكمة الإسبانية أمس في تذليل العقبات وفتح المجال أمام سيفيتال لتجسيد اقتراحها الذي يعد الأهم من نوعه مقارنة بالمنافسين. ويرتقب بعد صدور قرار محكمة نانتار الفرنسية الذي سيدعم الإجراء الخاص بشراء المجموعة مباشرة، الاتفاق الذي سيفضي إلى استفادة المجموعة الجزائرية من أكبر عملية لشراء شركة أوروبية متخصصة مقابل التزام بضخ ما مجموعه 200 مليون أورو لإنقاذها وإعادة بعث نشاطاتها وتوسيع أسواقها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وقد سبق للسلطات الفرنسية أن اعتبرت الصفقة هامة رغم الإشارة إلى أن اقتراح سيفيتال إنقاذ 1200 منصب عمل من مجموع 1800 غير كاف، وذهبت العدالة نفس المنحى وقامت بتجميد العملية في مارس الماضي. وتعاني فاغور برانت من وضع سيئ للغاية، حيث وضعت تحت سلطة متصرف إداري مند نهاية 2013، فيما أضحت مواقع الشركة في إسبانيا وبولونيا مهددة بالتصفية. وظل ملف الشركة الفرنسية الإسبانية فاغور برانت من أعقد الملفات التي شكلت هاجسا للبلدين، خاصة أنها توظف حوالي 3000 عامل في عدة دول منها فرنسا وإسبانيا وإيرلندا والمغرب وبولونيا، وتواجه الشركة منذ نوفمبر 2013 حالة عدم القدرة على الدفع وعدم الملاءة، وقد وجدت في ”سيفيتال” أفضل العروض لإنقاذها، ولكن الشركة الجزائرية أضحت ملزمة أيضا بشراء الفرع الإيرلندي الذي يمتلك العلامات الخاصة بالشركة وهو ما أضحى ممكنا مع قرار العدالة الإسبانية. وتصنف الشركة كأول مجمع في فرنسا وإسبانيا والخامس في أوروبا، وقد وضعت تحت التصحيح القضائي منذ نوفمبر 2013 بعد انهيار الشركة الأم فاغور المتواجد مقرها الرئيسي في الباسك الإسبانية بعد تفاقم ديونها، وقد قدمت سيفيتال أفضل العروض مقترحة إنقاذ 1200 منصب عمل في فرنسا من مجموع 1800 منصب، يضاف إليها 300 منصب في إسبانيا وبولونيا وإنشاء 7500 منصب في الجزائر، ولكن المساعي الجزائرية اعترضتها المحكمة الإسبانية في 14 مارس الجاري واشترطت استعادة الشركة الجزائرية للعلامات التي يحوزها الفرع الايرلندي وبأسعار مقبولة. علما أن فاغور تصنع علامات ”دو ديتريتش وبرانت وفيديتا وتومسون”، وهي علامات تم تجميعها في 1995 تحت تسمية برانت، وفي سنة 2000 تم تجميع برانت مع موليناكس، ثم أفلست وأعيد شراؤها من قبل رجل أعمال إسرائيلي، ثم تم استعادتها في 2005 من قبل فاغور، ولكن الشركة الفرنسية فقدت ملكيتها للعلامات بعد أن قامت الشركة المالكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيلكو بضمها إلى الفرع الإيرلندي، هذا الأخير يتحصل على عائد مالي سنوي لملكيته حقوق استغلال العلامات مقابل استفادة الشركة الفرنسية من مزايا وتخفيضات جبائية في فرنسا، كما لا تقوم الحكومة الإيرلندية بفرض رسوم على أرباح المجمع برسم الملكية الفكرية. وتضمنت الصفقة المقترحة من قبل سيفيتال استعادة معظم المواقع وإنقاذ ثلثي مناصب العمل مقابل قيام شركة ”فاريانس تكنولوجي” الفرنسية المنافسة باستعادة موقعين والحفاظ على 220 منصب عمل من مجموع 440 بشرط التزام سيفيتال بتوقيع عقد للمناولة، ولكن العقد رهين شراء سيفيتال للعلامات. ويرتقب أن تتجسد الصفقة فعليا في غضون ماي المقبل بعد الانتهاء من الترتيبات الإدارية والقانونية.