نفطال تنفي والمحطات تشتكي والمواطن يهرول عاشت محطات البنزين والخدمات منذ مساء أول أمس، حالة من الطوارئ بسبب أزمة الوقود، حيث اصطفت طوابير لامتناهية للسيارات والشاحنات للتزوّد بمختلف أنواع الوقود، ولم تعد عملية التزود بالوقود تستغرق دقائق بل أكثر من ساعة كاملة بالجزائر العاصمة، البليدة وتيبازة. واشتكى أصحاب المحطات من الأزمة التي أحسّوا بها منذ يومين، في حين قالت مؤسسة ''نفطال'' بأن ''لا أزمة تذكر''. استمرت الأزمة إلى مساء أمس، عبر عدة ولايات وخاصة الجزائر العاصمة، حيث تحولت مشاهد طوابير المركبات إلى ديكور أرّق المواطنين الذين أكدوا في تصريح ل''الخبر'' بأنه ''من العيب على بلد البترول والغاز أن يعجز عن توفير المواد الطاقوية اللازمة''. وأوضح أحد المواطنين في محطة بئر مراد رايس قائلا: ''الوضع لا يعقل. أنا منذ حوالي نصف ساعة أصطف في هذا الطابور، ولا أحد يبرر لنا حقيقة ما يحدث''. أما آخر كان يجر مركبته التي نفد منها الوقود بعد أن ظل يبحث عن محطة من بلدية إلى أخرى، فقال: ''لقد علمنا بأن إضراب سائقي القطارات بالغرب ووسط البلاد هو السبب، ونحن نعاني فعلا ''. وأشار عدد من أصحاب محطات الوقود إلى أنهم أحسوا بالأزمة منذ يومين. مؤكدين بأن معدل التزود بالوقود تضاعف مع نفاد مخزون عدد من المحطات، التي أغلقت جزئيا بسبب نفاد مخزونها. وتوقفت محطات ببئر مراد رايس ووادي الرمان وباب الوادي وغيرها من البلديات عن العمل بسبب نفاد مخزونها، أمس، وعدم تزويدها بالوقود اللازم من طرف ''نفطال''. ونفى رئيس فيدرالية محطات البنزين والخدمات مصطفى بوجملال بأن يكون للأمر علاقة بأي إضراب أو حركة احتجاجية قادتها الفيدرالية. وقال المتحدث في تصريح ل''الخبر'' بأن ''محطات البنزين لم تقرر أي إضراب، وأن كل ما في الأمر هو مجرد إشاعة ليس إلا''. وأضاف المتحدث الذي كان في إحدى محطات البنزين ببسكرة، قائلا ''لقد أكد لي أصحاب المحطات بأن هناك أزمة منذ ثلاثة أيام، خصوصا في البنزين الممتاز ودون رصاص''. واعتبر رئيس الفيدرالية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بأن ''الأزمة الخاصة بالوقود ألقت بظلالها على العاصمة وضواحيها منذ يومين''. أما شركة ''نفطال'' فنفت حدوث أي أزمة، وقال مدير الإعلام جمال شردود بأن ''حالة ''بسيكوز'' تقف وراء ما يحدث خصوصا مع عطلة نهاية الأسبوع''. وأضاف ''نحن نطمئن بأن لا أزمة تذكر، وتزويد المحطات بالبنزين يتم بشكل عادي''. ولم يخف جمال شردود أن يكون للأمر علاقة بنقص المواد الطاقوية. وأشار إلى أن 2019 محطة بنزين تابعة لنفطال تعمل بشكل عادي، مع تسجيل طلب أكبر على الوقود في العاصمة وضواحيها. ونبّه مدير الإعلام بمجمع ''نفطال'' إلى أن الشركة توزّع سنويا أكثر من 13 مليون طن من المواد الطاقوية والتوزيع اليومي لم يشهد أي خلل، لكن المشكل هو حالة الخوف التي تتملك المواطن والذي يرغب في ملء الخزان على الرغم من أن له ما يمكنه من السير. وأشار المتحدث إلى أنه ''توجد أزمة طوابير في محطات البنزين وليس أزمة بنزين''. من جهته، أكد الرئيس المدير العام لنفطال، السيد اكراش سعيد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، إثر توتّر حول البنزين ''الممتاز'' و''بدون رصاص'' على مستوى محطات البنزين بولايتي الجزائروالبليدة التي توافد عليها سائقو السيارات بعدد كبير أنه ''ليس ثمة ندرة في المنتجات النفطية''. وأوضح المتحدث ''ليس ثمة ندرة وأن المنتجات النفطية متوفرة وليس هناك مشكل في التوزيع''. وأكد الرئيس المدير العام لنفطال يقول ''أطمئن المواطنين أنه لا داعي للتسارع نحو محطات البنزين لأن المنتجات النفطية متوفرة وأن كل المحطات تعمل بشكل طبيعي''.