يتوقع أن يعود الصراع داخل الحزب العتيد، جبهة التحرير الوطني، إلى واجهة الأحداث في الأسابيع القليلة المقبلة، بعد تفرغ الأمين العام عمار سعداني من احتفالات الحزب بفوز الرئيس بوتفليقة بولاية رابعة، آخرها حفل أقيم أمس، بفندق الأوراسي، على شرف القيادات التي أشرفت على حملة الرئيس الانتخابية. وقال عبد الكريم عبادة، منسق ما يعرف بحركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني ل«الخبر”، أن مرحلة المشاورات ”مستمرة حاليا مع أعضاء في اللجنة المركزية لتحديد شكل التحرك لاحقا”، وقد أعادت تقويمية الجبهة عملها الرافض للوضع الحالي الذي يتواجد عليه الحزب بعد فترة ”هدنة” فرضها الأمر الواقع خلال فترة الرئاسيات، ما اضطر جميع الفرقاء في الحزب للتسابق في إعلان الوفاء للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة. ولفت عبد الكريم عبادة في هذا السياق يقول: ”الآتي من الأيام سيشهد تطهير أزمة الحزب العتيد بشكل نهائي، الرئاسيات أصبحت من الماضي الآن وأي حراك لن يفسر لا ضد هذا أو مع ذاك، وإنما حول وضعية جبهة التحرير الوطني وكفى”. ولمح عبد الكريم عبادة إلى توسيع الاستشارة كما يصف إلى كل الأطراف، مستعملا مصطلح ”دون استثناء”، قائلا في هذا السياق: ”هناك عدة طروحات وأفكار نتناقش فيها الفترة الحالية بما يتعلق باللجنة المركزية، وسنخلص إلى قرار يعلن للرأي العام”. ولم يبد عبد الكريم عبادة أي اهتمام يذكر بأنباء عن استعداد الأمين العام لجبهة التجرير الوطني، عمار سعداني، لاستدعاء دورة للجنة المركزية شهر جوان المقبل، معتبرا أن التقويمية ”لا تعترف بهذا الشخص أمينا عاما وأي شيء أو قرار يصدر عنه فهو لا شيء بالنسبة لنا”. وسألت ”الخبر” منسق حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني إن كان هناك شكل من التنسيق بين الجهة التي يمثلها والأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، والذي بات متداولا أن مساعيه هو أيضا للإطاحة بسعداني قد تضاعفت في الفترة الأخيرة، فقال: ”لا يوجد لا تنسيق ولا اتصال بعبد العزيز بلخادم”. ولا يبدو على عمار سعداني أي قلق من مصيره في الحزب، وهو المنتشي بالدور الذي أداه في تعبيد الطريق أمام العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، حتى مع عودة غريمه عبد العزيز بلخادم من الباب الواسع وفي منصب وزير دولة مستشار خاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويبدي سعداني عدم الاهتمام من خلال الاحتفالات التي بدأ ينظمها على شرف من صنعوا الرابعة، وقد دعا أمس قادة الحملة الانتخابية لجبهة التحرير الوطني في الرئاسيات الأخيرة، إلى حفل أقيم بفندق الأوراسي، شارك فيه عدد كبير من مسؤولي الحملة في الولايات الداخلية وحتى في المهجر. وقد ضمت الدعوات التي يوجهها سعداني للمشاركة في الاحتفالات، قسطا بارزا موجها لأصحاب عضوية اللجنة المركزية، وهو على الأرجح يحصن نفسه من أي مفاجآت في الدورة المقبلة للجنة المركزية حتى وإن تمت الدعوة من طرفه وليس من الفريق الآخر، ودخل ملف المؤتمر العاشر لجبهة التحرير على خط الرهانات التي يتصارع حولها خصوم الجبهة والموزعين اليوم بين أربع جبهات، عمار سعداني ضد جبهة بلخادم وجبهة التقويمية بقيادة عبادة وجبهة عبد الرحمن بلعياط.