أصبح عبد العزيز بوتفليقة أول رئيس للجمهورية الجزائرية يغيب مرتين عن نهائي كأس الجزائر وهي تحتفل بطبعتها الخمسين، فمنذ أول طبعة سنة 1963 لم تنل السيدة الكأس شرف حضور الرئيس في أربع مناسبات، بينما تم إلغاؤها مرتين سنتي 1990 و1993. قصة كأس الجزائر مع رؤساء الجزائر دشّنت بغياب أول رئيس عن أول طبعة، ونعني به أحمد بن بلة سنة 1963 بين وفاق سطيف وترجي مستغانم، فرغم أن الرئيس الراحل أحمد بن بلة كان حاضرا بملعب 20 أوت 1955 بالعناصر خلال المباراة النهائية الأولى، غير أنه لم يسلّم الكأس، كون المباراة انتهت بالتعادل بين الفريقين بنتيجة 1/1، وكان القانون في ذلك الوقت ينص على إعادة المباراة النهائية في حال انتهاء الموعد الأول بالتعادل. وحين تم برمجة مباراة ثانية للفريقين بعد أيام قليلة ب الملعب ذاته، لم يتسنّ للرئيس أحمد بن بلة الحضور لتسليم الكأس كونه كان متواجدا في موسكو، وناب عنه رئيس المجلس الشعبي الوطني آنذاك فرحات عباس الذي سلّم أول كأس للجزائر لوفاق سطيف الفائز في المباراة الثانية على حساب ترجي مستغانم بنتيجة 2/0. واحترمت التقاليد البروتوكولية في نهائي الكأس إلى غاية طبعة 1989، وهي التي انطلقت بشكل عادي في موسم 1988/1989، ليتم توقيفها في ربع النهائي، وتم تأجيل بقية الأدوار إلى ما بعد كأس أمم إفريقيا 1990 التي احتضنتها الجزائر في مارس من السنة ذاتها، حيث جرت المباراة النهائية لكأس الجزائر بطبعة 1989 في سنة 1990، وتحديدا يوم 5 جويلية، وشهدت تتويج وفاق سطيف أيضا على حساب مولودية باتنة بنتيجة 1/0 بملعب 5 جويلية الأولمبي. ولم يحضر الطبعة الرئيس الراحل الشادلي بن جديد، في سنة كانت الجزائر تعيش أوضاعا عصيبة، حيث كان فريق مولودية باتنة، برئاسة عبد الحق بن بولعيد شقيق الشهيد مصطفى بن بولعيد، يهدّد بمقاطعة المباراة النهائية بسبب خلاف في ذلك الوقت مع الاتحادية، الأمر الذي دفع الرئيس الشادلي إلى الغياب وناب عنه رئيس الحكومة مولود حمروش. وبعدما ألغيت منافسة الكأس للمرة الثانية، سنة 1993، أصبح الرئيس الراحل عي كافي الرئيس الجزائري الوحيد الذي لم يحضر أي مباراة نهائية، رغم أنه حكم الجزائر ما بين 1992 و1994، فقد تزامن توليه رئاسة المجلس الأعلى للدولة بعد نهائي 1992 الذي شهد تتويج شبيبة القبائل أمام أولمبي الشلف بملعب أحمد زبانة بوهران، وهي الكأس التي سلّمها الرئيس الراحل محمّد بوضياف ل”الكناري”، ما جعل شبيبة القبائل الفريق الوحيد الذي ينل الكأس من يدي الرئيس بوضياف، وهي الكأس الأولى والأخيرة التي حضرها بوضياف الذي حكم الجزائر ما بين جانفي وجوان 1992. ورحل علي كافي عن الحكم في سنة 1994 قبل نهائي كأس الجزائر، حيث خلفه الرئيس اليامين زروال، وحضر نهائي الكأس بين شبيبة القبائل وأمل عين امليلة بملعب 5 جويلية الأولمبي، وتوّج الفريق القبائلي بهدف دون ردّ، ما يجعل “الكناري” الفريق الذي توّج بالكأس قبل مجيء كافي وبعد مغادرته للحكم أيضا (1992/1994)، بينما حرم إلغاء الكأس سنة 1993 الرئيس كافي من حضور هذا العرس كرئيس للدولة. أما المرة الثالثة التي يغيب فيها رئيس الجمهورية عن نهائي الكأس فكان العام الماضي في طبعة 2013، بين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر بملعب 5 جويلية الأولمبي، فلم يحضر الرئيس بوتفليقة في آخر سنة من عهدته الثالثة بسبب المرض، وناب عنه الوزير الأول عبد المالك سلال الذي منح الكأس للاتحاد الفائز بهدف دون ردّ، ليغيب بوتفليقة للمرة الثانية على التوالي في طبعة 2014 التي جرت أمس بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، في أول سنة للعهدة الرابعة، وذلك بسبب المرض أيضا، وناب عنه الوزير الأول عبد المالك سلال بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.
