طغى مرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على حديث عامة الناس من الجزائريين، خاصة سكّان العاصمة منهم، كون أغلب المناصرين يعشقون مولودية الجزائر واتحاد الجزائر، طرفي نهائي الطبعة الجديدة للسيدة الكأس، بل أن رئيس فرع كرة القدم للعميد عمر غريب أعلنها صراحة بأن إجراء النهائي في غياب الرئيس ''لا معنى له''، بشكل أصبح فيه حضور رئيس الجمهورية، مثلما يقتضيه التقليد، أهم بكثير من الحدث نفسه وهو نهائي الكأس. وحتى وإن كانت المباراة المحلية العاصمية تسيل لعاب عشّاق الكرة، لما تحفظه من إثارة وتنافس وقبضة حديدية بين ''الإخوة الأعداء''، في مرحلة جديدة من صراع الزعامة بين الفريقين وأنصارهما، وحتى وإن كانت شوارع العاصمة اختزلت في موعد كروي ولبست ثوب النهائي باللونين الأخضر من جهة والأسود من جهة، يقاسمهما اللّون الأحمر في صورة الأشكال والأنواع الكثيرة والمختلفة والجميلة للرايات التي تعكس انتماء الأحياء وتكشف روح إبداع المناصرين، إلا أن مرض الرئيس أخذ نصيبا كبيرا من اهتمام المناصرين وحتى اللاّعبين، بعدما صار خلال السنوات الأخيرة، القول ''سأتسلّم الكأس من يدي بوتفليقة'' هو رمز نهائي كأس الجزائر. لم يفوّت الرئيس بوتفليقة موعدا، منذ سنة 1999، في نهائي كأس الجزائر ومنح كل الكؤوس ال 14 لأندية إتحاد الجزائر ووداد تلمسان وشباب بني ثور ومولودية الجزائر ووفاق سطيف وشباب بلوزداد وشبيبة بجاية وأولمبي الشلف وشبيبة القبائل، سيكون الغائب الكبير عن الطبعة ال .49 الكأس سلّمت مرتين دون حضور رئيس الجمهورية وبغياب الرئيس المحتمل عن نهائي الكأس، سيكون ذلك حدثا تاريخيا بحد ذاته، لأنه ستسلّم بذلك كأس الجزائر لثالث مرة منذ سنة 1963 دون حضور الرئيس، حيث سبق في الطبعة الأولى لسنة 1963 غياب الرئيس الراحل أحمد بن بلّة، الذي حضر المباراة الأولى (يوم 24 أفريل 1963) بين وفاق سطيف وترجي مستغانم بملعب 20 أوت 1955 والتي انتهت بالتعادل1/1، غير أنه غاب عند إعادة المباراة (يوم 12 ماي 1963) بذات الملعب لتواجده خارج الوطن وناب عنه فرحات عبّاس رئيس الجمعية التأسيسية للحكومة الذي سلّم أول كأس لوفاق سطيف الفائز بنتيجة/2 .0 أما المرة الثانية التي لم يسلّم فيها رئيس الجمهورية كأس الجزائر، فكان سنة 1989 في عهد الرئيس الراحل الشادلي بن جديد، وجرت المباراة بين وفاق سطيف أيضا ومولودية باتنة، وهو الفريق الذي كان يرأسه آنذاك شقيق الشهيد مصطفى بن بولعيد، وهي مباراة انتهت بتتويج الوفاق أيضا بهدف دون ردّ بملعب 5 جويلية الأولمبي في عهد التعددية، وناب رئيس الحكومة مولود حمروش وقتها عن الرئيس الشادلي، بينما منح الرئيس الراحل هواري بومدين كل كؤوس الجزائر منذ 1966 إلى 1978 . كافي الوحيد الذي لم يسلّم الكأس و''الكناري'' نال التاج الوحيد من يدي بوضياف ومقابل ذلك، فإن رؤساء الجزائر السابقين سلّموا كأس الجزائر مرة واحدة على الأقل، باستثناء رئيس المجلس الأعلى للدولة الأسبق، الراحل علي كافي، الذي خلف سنة 1992 الرئيس الراحل محمّد بوضياف إلى غاية ,1994 سنة تولي الرئيس اليامين زروال رئاسة الدولة، كون كأس الجزائر لسنة 1993 لم تجر عقب الفوضى في البرمجة والتأخر الكبير للمنافسة، في ظروف صعبة كانت تمر بها البلاد، بينما سلّم الراحل محمّد بوضياف كأسا واحدة للجزائر، ونال هذا الشرف فريق شبيبة القبائل الفائز على أولمبي الشلف في النهائي بملعب أحمد زبانة بوهران سنة 1992، بينما منح زروال الكأس سنة 1994، فيما لم تجر أيضا كأس الجزائر سنة 1990 أيضا حين احتضنت الجزائر كأس أمم إفريقيا، بطلب من المدرّب الوطني الأسبق كمال لموي. ويبقى السؤال اليوم مطروحا لدى المناصرين ولاعبي الفريقين قبل النهائي الذي لم يتم تأجيله، بخصوص من ينوب عن رئيس الجمهورية لتسليم كأس الجمهورية، بين رئيس الغرفة العليا (مجلس الأمة) عبد القادر بن صالح أو رئيس الغرفة السفلى (المجلس الشعبي الوطني)، أو أن السلطة التنفيذية ستنوب عن البرلمان ويكون الوزير الأول عبد المالك سلاّل هو ثالث رجل يسلّم كأس الجزائر نيابة عن رئيس الجمهورية؟