منذ طلع فجر الإسلام وأشرف نوره في آفاق الدّنيا وهو يدعو إلى الأمن والسّلام، قال اللّه سبحانه وتعالى: {وَإِنَ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اَسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللّه ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} التّوبة:6. وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} إبراهيم:35، وقال سبحانه: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ الذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} قريش:3-4. يعدّ الأمن دعامة أساسية من دعائم الحياة، وهو ضرورة اجتماعية لا تستقيم حياة المجتمعات دونه، وهو من أنعم اللّه العظمى الّتي جعلها اللّه عزّ وجلّ مسوغًا منطقيًا لعبادته وإفراده بالربوبية. كما قال تعالى: {فليعبُدوا ربَّ هذا البيت الّذي أطعَمَهُم مِن جوع وآمَنَهُم من خوف} قريش:3-4. لقد وردت كلمة “أمن” في سورة البقرة آية رقم 283 في قوله تعالى: {وإنْ كُنتم علَى سَفَر ولَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَة فإنْ أَمِنَ بعضَكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِ الّذِي اؤْتُمِنَ أمانَتَه وَلْيَتَّقِ اللّه رَبَّه} البقرة:283. وفي سورة الأعراف آية رقم 97 ضمن قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أنْ يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَاِئمُون} الأعراف:97. وفي سورة النحل آية 45 قوله تعالى: {أفَأمِنَ الَّذِين مَكَروا السَّيِّئات أن يخسِفَ اللّه بهِمْ الأرض} النحل:45. كما وردت كلمة الأمن ومشتقاته في القرآن الكريم ما يقرب من 789 مرّة. وقد أرشدنا سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى نماذج متنوعة من التأمين المجّاني الّتي يمكن أن نُجْرِيَها مع اللّه سبحانه، دون أن نحتاج إلى أن يكفلنا أحد، أو أن يكون لنا أيّ رصيد إلاّ رصيد الإيمان باللّه واليقين بوعده، وهي:
التأمين العام الشامل على الحياة قال رَسُولَ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَنْ قالَ “بِسْمِ اللّه الذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَمَنْ قالَها حِينَ يُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلاَءٍ حَتَّى يُمْسِيَ” رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.