إنّ أدب الصّحابة رضوان الله عليهم مع نبيّهم في الحديث والخطاب وتوقيرهم له في قلوبهم توقيرًا ينعكس على نبراتهم وأصواتهم ويُميّز شخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بينهم ويميّز مجلسه فيهم والله يدعوهم إليه بذلك النِّداء الحبيب ويحذّرهم من مخالفة ذلك التّحذير الرّهيب: {يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِي ولَا تَجْهَرُوا لهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضكم لبعض أنْ تَحبَط أعمَالُكم وأنتم لا تَشْعرون} الحجرات:02. قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لمّا نزلت هذه الآية: {يا أيُّها الّذِين آمَنوا لَا تَرفَعُوا أصْوَاتَكم فوقَ صوتِ النّبي.. -إلى قوله-.. وأنتُم لا تَشْعُرون} الحجرات:02، وكان ثابت بن قيس بن الشماص رفيع الصّوت فقال: أنا الّذي كنتُ أرفع صوتي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنا من أهل النّار، حبِط عملي. وجلس في أهله حزينا ففقده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له: تفقّدك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مالك؟ قال: أنا الّذي أرفع صوتي فوق صوت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأجهر له بالقول، حبط عملي، أنا من أهل النّار، فأتوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبروه بما قال. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “لا بل هو من أهل الجنّة”، قال أنس رضي الله عنه فكنّا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنّه من أهل الجنّة! أنشر على