فجر إعلان حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري خوضه سباق الرئاسيات بيتَ حركة تمرد والتيار الشعبي اللذين انقسما بين مؤيد ومعارض، وسط تباين ردود فعل القوى الثورية التي اعتبرت إعلان صباحي بمثابة شق للصف الوطني، وقررت تمرد سحب الثقة عن 50 من أعضائها لمخالفتهم قرار الحركة بتأييد السيسي، والذين أكدوا أن دعمهم لصباحي نابع من كونه مناهضا لشبكة الفساد وصاحب مشروع ورؤية على خط ثورة 25 جانفي. في السياق، يرى طارق العبد منسق حركة تمرد بمحافظة الغربية أن إعلان صباحي ترشحه للرئاسيات لن يشكل أي منافسة في حظوظ المشير السيسي الذي تدعمه الحركة، لافتا إلى أن الشعب والمواطن المصري البسيط مدرك تماما لمدى خطورة الأزمات التي تواجهها مصر، وأن السيسي أنقذ البلاد وهو الشخصية الأنسب لإدارة شؤونها، في حين أن صباحي لم يقم بأي فعل على أرض الواقع، وأكد أن السيسي سيكتسح نتيجة الانتخابات بقوة، على حد قوله. وكشف منسق حركة تمرد أن 19 محافظة تعمل بها الحركة أعلنت دعمها للسيسي، وأن 50 عضوا فقط من أصل 350 أعلنوا تأييدهم لصباحي، وأن الحركة قررت سحب الثقة منهم، مضيفا في تصريح ل “الخبر”: “قرار عدم ترشح صباحي ليس بالأغلبية، وقد جاء منفردا والأسماء التي أعلنت ذلك لا تمثل تمرد، لأننا أعلنا منذ فترة دعمنا وتأييدنا للمشير السيسي ونحن نعمل على ذلك، من خلال سلسلة من الحملات الشعبية والمؤتمرات”. وفي تعليقه على إعلان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية الإسلامي رفضه الترشح للرئاسيات، يقول المتحدث “أبو الفتوح لم يشارك في ثورة 25 جانفي ولا في 30 جوان، ولم يكن مقترنا بأي تحرك ثوري، وبانسحابه من للرئاسيات لن يكون مرشح إسلامي في الانتخابات المقبلة، على اعتبار أنه كان سيكون المرشح الإسلامي الوحيد والمدعم من جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي أتوقع أن تدعم الجماعة مرشحا غير إسلامي، إما حمدين صباحي أو الفريق سامي عنان لأنهم لن يقدموا مرشحا عنهم، وكان الشعب المصري يتمنى من حمدين دعم السيسي لأن شعبيته نزلت على أرض الواقع، ففي الرئاسيات الماضية حظي بأربعة ملايين صوت، وفي الانتخابات المقبلة أؤكد أنه سوف لن يحصد أكثر من 300 ألف صوتا، وكنا نتوقع أن حبه لمصر أكثر من الكرسي”. ومن جهته، يراهن عمرو بدر المنسق العام لحملة مرشح الثورة على أن السجال الكبير والانقسامات التي حدثت في صفوف القوى والحركات الثورية بعد إعلان صباحي ترشحه للرئاسيات سينتهي قريبا، وستلتف جميع القوى حوله على اعتبار أنه مرشح الثورة، نافيا وجود انقسام داخل التيار الشعبي المصري الذي يترأسه صباحي، “الأغلبية الساحقة من الأعضاء داخل مجلس التيار الشعبي يؤيدون ترشح صباحي، والباقي أعلنوا أنهم سيدعمونه بقوة حتى لو أنهم مع فكرة تأجيل الترشح”. وفيما يتعلق بموقف تمرد يقول بدر “معالم المعركة أصبحت واضحة داخل الحركة نفسها، خاصة بعد إعلان عدد كبير من قياداتها دعمها لصباحي الذي يعبر عن ثورة 25 جانفي و30 جوان وطموحات الأجيال التي شاركت في الثورة، كما أن ردود فعل غالبية الحركات الشابة جاءت مرحبة بالقرار، حتى الذين كانوا رافضين ترشحه، وأرى أن دخول صباحي معركة الرئاسة سيعطيها مذاقا مختلفا وإحساسا بالمنافسة الحقيقية، وستتحد القوى مرة أخرى، وأتوقع أن يتراجع المخرج السينمائي خالد يوسف الذي كان مناصرا قويا لصباحي عن موقفه الذي لا نعتبره عدائيا وإنما رأي شخصي، حتى نحافظ على حلف 30 جوان، وأراهن أنه في النهاية سيكون جزءا من حملة صباحي”. وفي الوقت الذي يشتد فيه الصراع بين سائر الأحزاب والقوى الثورية حول المرشحين المحتملين للرئاسيات المقبلة، شكك حزب مصر القوية برئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين في المسار الديمقراطي للبلاد ونزاهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، واعتبر مشاركته فيها ب “العبثية”، مشيرا إلى أن عدم مشاركته في السباق الرئاسي ليس بسبب اعتراضه على السيسي، وأنه يبحث عن مرشح من جيل الشباب لدعمه.