دعت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي الناشرين والكتاب إلى تأسيس لجنة تشرف على التحضير للجلسات واللقاءات التي من المقرر أن يتم عقدها شهر سبتمبر القادم، وقالت نادية لعبيدي إن مهمة وزارة الثقافة مرافقة المبدعين وليس تنظيم الجلسات، وشدد على ضرورة تفعيل دور المركز الوطني للكتاب في إطار سياسية “لامركزية النشاطات” التي تسعى وزارة الثقافة الاعتماد عليها في المرحلة القادمة. قالت نادية لعبيدي خلال لقاء جمعها أول أمس بالكتاب والناشرين الجزائريين في المكتبة الوطنية بالحامة في الجزائر العاصمة، إن “السياسية الثقافية لا تأتي من فوق”، ودعت الناشرين والأدباء إلى الانخراط في العمل النقابي والجمعيات، وأشارت إلى ضرورة دعم المؤسسات الثقافية كالجمعية الجاحظية التي خصتها بالذكر. وتحدث محمد مولودي أمين مال النقابة الوطنية لناشري الكتب، ومدير دار الوعي، عن المركز الوطني للكتاب الذي أنشئ منذ 4 سنوات، ولم يقدم أي حصيلة إلى اليوم، وطالب بتقديم تفسيرات بخصوص طريقة عمل المركز، موضحا أنه يجب أن يضم ممثلين عن كل وزارة في لجانه المختلفة، وهو ما ليس معمولا به اليوم. وتساءل مولودي عن أسباب غياب المهنيين عن لجان المركز، وهي النقطة الحساسة التي أثارت عدة تساؤولات. ومن جهته توقف حكيم بحري مدير دار بهاء الدين عند ضرورة تنظيم معرض الكتب القديمة ومعرض المخطوط بقسنطينة تزامنا مع تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. ولدى تناوله الكلمة، اقترح فاتح غيوة صاحب دار “نوميديا” إنشاء المزيد من المكتبات لوضع حد لمعضلة توزيع الكتاب. وتحدث مدير دار نشر المعرفة الناشر فيصل هومة عن ضرورة مراجعة برنامج دعم وزارة الثقافة لدور النشر، وقال فيصل هومة “إن مرافقة الفعل الثقافي لا يتطلب الدعم المالي لدور النشر”، ودعا الناشرين إلى الاستثمار من أموالهم الخاصة، وقال مدير دار نشر المعرفة “إن العديد من دور النشر الخاصة التي استفادت من دعم مالي في إطار التظاهرات الثقافية السابقة لم تحترم الاتفاقات المبرمة”. ولا يزال مشروع “مكتبة لكل بلدية” (إنجاز 1541 مكتبة عبر الوطن) يواجه العديد من العراقيل البيروقراطية، حيث لم يتحقق منه إلى غاية الآن سوى 30% في الجزائر رغم انتهاء الآجال التي أعطت وزارة الثقافة حق تسيير إنجاز 450 مكتبة عمومية بغلاف مالي يصل إلى 30% من ميزانيتها للمخطط الخماسي والتي تقدر ب118مليار دينار. وفي هذا الإطار، استغرب مدير منشورات الحبر الناشر إسماعيل محند من غياب المكتبي عن هذا اللقاء، وقال إسماعيل محند إن المكتبي “حلقة التواصل المباشر مع القارئ باتت مهددة بالانقراض”، على حد قول مدير دار نشر الحبر الذي دعا أيضا إلى “تأسيس جمعية المكتبيين”. من جهته، تحدث الشاعر الكبير بلقاسم خمار عن تراجع دور اتحاد الكتاب الجزائريين في تفعيل الحركة الثقافية في الجزائر، وأشار بلقاسم خمار إلى الدور الكبير الذي لعبه اتحاد الكتاب الجزائريين في سبعينات القرن الماضي، حيت كانت مكتبة الاتحاد تضم أزيد من 7 آلاف عنوان، كما كان للاتحاد دور هام في رسم السياسية العامة للدولة الجزائرية، ودعا الكاتب محمد الصالح حرز الله إلى تفعيل اللقاءات الثقافية على مدار العام، وأشار إلى أهمية العمل على المستوى المغاربي والعربي، وهو ما أكده الكاتب أمين الزاوي الذي عرج في مداخلته على التجربة المصرية التي أسست لمشروع “مكتبة الأسرة والطفل”، ودعا أمين الزاوي إلى تأسيس “مهرجان دولي للأدب في الجزائر”.