أقدم، أمس، سكان نهج عبد الرحمان ميرة ببولوغين في العاصمة، على غلق الطريق الرابط بين بلدية باب الوادي وبولوغين، احتجاجا على ما وصفوه ب ”التهميش” والوعود الواهية للسلطات المحلية، كما اغتنموا فرصة الزلزال الذي ضرب المنطقة على الساعة الخامسة وعشر دقائق من صباح أمس، لتجديد صرختهم للسلطات بانتشالهم من هذه البنايات قبل انهيارها عليهم. وقام سكان نهج عبد الرحمان ميرة بغلق الطريق المؤدي إلى بلدية بولوغين، باستعمال العجلات المطاطية والمتاريس وقارورات الغاز، مانعين المركبات من المرور، فيما قامت بعض العائلات بنصب مضلة وسط الطريق تعبيرا منهم عن استيائهم وسخطهم الشديدين على التهميش الذي طالهم سنين طويلة، حسبهم، رغم أن البنايات التي يسكنونها مصنفة ضمن الخانة الحمراء، متسائلين عن السبب الذي جعل السلطات تقصيهم من عمليات الترحيل. وعرفت الحادثة، تنقّل رجال الأمن الذين حاولوا تهدئة السكان الغاضبين وإقناعهم بضرورة فتح جزء من الطريق لتمكين رئيس البلدية وممثلي الوالي من الوصول إليهم، وهو ما استجاب له هؤلاء، ليسارعوا إلى الالتفاف حول الوفد المكوّن من مسؤولي البلدية فور وصولهم لنقل معاناتهم في هذه البيوت التي تكاد تنهار عليهم، كون تاريخ تشييدها يعود للعهد الاستعماري. كما رافق السكان الوفد المكون من رئيس البلدية وممثل الوالي المكلف بالمالية وبعض المرافقين لهم بالتنقل عبر مختلف البنايات التي عرفت بعض الانهيارات والتشققات والوقوف على المأساة والمعاناة التي يعيشوها هؤلاء، كما قدموا أمامهم لائحة بأسماء العائلات التي تقطن هذه البيوت منذ سنة 1964، طالبين منهم الأخذ بعين الاعتبار الطلب السابق لرئيس الجمهورية وأن تلك البنايات مصنفة ضمن الخانة الحمراء. ومن جهته، صرح ممثل الوالي المنتدب لمقاطعة باب الوادي المكلف بالمالية، خلال عملية التفقد التي قام بها، عن إحصاء ما لا يقل عن 12 بناية متضررة ببلدية بولوغين خلال هذا الزلزال، كما أنه سيعمل على دراسة ملفات العائلات التي تقطن تلك البنايات لترحيلها إلى سكنات أخرى جديدة.