التقى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد عبد القادر مساهل، أمس، بواشنطن، بممثلي خلية مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، في إطار اجتماع لتبادل الآراء حول مكافحة الإرهاب. وذكر مساهل أن الأمر يتعلق كذلك بالتطرق إلى تحضيرات المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي سيعقد يوم 25 سبتمبر المقبل بنيويورك. وصرح السيد مساهل لوكالة الأنباء الجزائرية، قبيل انطلاق القمة الإفريقية - الأمريكية الأولى، أنه تلقى دعوة من خلية مكافحة الإرهاب لكتابة الدولة الأمريكية لمناقشة هذا الملف. وتأتي هذه الدعوة بالنظر إلى التجربة الجزائرية في مجال محاربة الإرهاب، وهو ما جعل واشنطن تسعى إلى تعزيز تعاونها مع الجزائر بخصوص مكافحة الإرهاب، لاسيما منذ أن أصبحت منطقة الساحل أحد ميادين الجهاديين بعد سقوط النظام الليبي لمعمر القذافي سنة 2011. وضمن هذا السياق، أكد كاتب الدولة، جون كيري، خلال زيارته في أفريل الفارط إلى الجزائر، على إرادة بلاده في العمل بالتنسيق مع الجزائر لتأمين منطقة الساحل. كما اعتبرت نائب كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بالشؤون السياسية، ويندي شيرمان، في جوان الفارط، أن هناك تعاونا في كل المجالات مع الجزائر لمكافحة الإرهاب. وذكرت أن “واشنطن تعتبر الجزائر شريكاً مفضلاً في محاربة الإرهاب والتطرف بسبب خبرتها في هذا المجال، لا سيما بشمال مالي”، مؤكدة: “وجود تصور مشترك بين الجزائروواشنطن حول البحث عن حل شامل يضمن الاستقرار ويحافظ على الوحدة الترابية لمالي، مع القضاء على الإرهاب والجريمة المنظمة”. ويأتي عرض عبد القادر مساهل للمقاربة الجزائرية في محاربة الإرهاب على هامش انطلاق قمة الولاياتالمتحدة - إفريقيا، بحضور رؤساء دول وحكومات 51 دولة إفريقية، وسط طغيان الهاجس الأمني على أجندة المباحثات، بالنظر إلى معاناة مناطق واسعة في إفريقيا من خطر الجماعات الإرهابية المستفحل. وفي هذا الصدد، أشارت ليندا جرينفيلد، في كلمة منشورة على موقع كتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، إلى أن الولاياتالمتحدة “تدعم الجهود الإفريقية من أجل تحسين الأمن على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية، مع إدراك أن شركاءنا يجب أن يكونوا في مقدمة حل هذه المشاكل”، وهي نفس المقاربة الجزائرية التي ترفض التدخل الأجنبي في المنطقة وترافع لصالح تعزيز التنسيق الأمني بين دول الميدان المعنية. وأضافت المسؤولة الأمريكية: “لذلك سنعمل بالشراكة معهم في الاتحاد الإفريقي ومع أجهزتهم الأمنية وباقي الأجهزة المكلفة بتطبيق القانون، كالعدالة وقوات الجيش”. وأجابت جرينفيلد عن إشكالية “كيف نتعاون مع الأفارقة؟” بالتأكيد على أن الولاياتالمتحدة تبحث عن الشراكة وليس عن الهيمنة على قرارات الأفارقة. وقالت في هذا الجانب: “منذ 2005، قمنا بتكوين ربع مليون جندي من قوات حفظ السلام في 25 بلدا إفريقيا، بفضل برنامج خاص للتدريب والمساعدة (أكوتا). ونحن نعمل على مواجهة التطرف في منطقة الساحل في إطار مبادرة “مكافحة الإرهاب العابر لمنطقة غرب الصحراء، وكذلك الأمر في شرق إفريقيا”.