دعت الرباط الأربعاء السلطات الجزائرية الى الانخراط في محاربة الجرائم العابرة للحدود، "خصوصا الاتجار في المخدرات (...) دون أي مزايدة عقيمة"، وذلك على خلفية الاتهامات الجزائرية المتوالية للمغرب بإغراقها بالمخدرات.ودعا بيان صادر عن الداخلية المغربية خلال ندوة صحافية الأربعاء، السلطات الجزائرية الى "أن تنخرط في في نهج بناء يهدف إلى محاربة الجرائم العابرة للحدود، خصوصا، الاتجار في المخدرات".وجاء بيان الرباط على خلفية تصريحات لمسؤولين جزائريين تتهم المغرب بالتقصير، وتؤكد أن عائدات المخدرات تستعمل في تمويل الجماعات الإرهابية.وقال البيان إنه بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تم تقليص المساحات المزروعة من 134 ألف هكتار الى حوالي 47 الف هكتار (ناقص 65%)، على أساس أن يتم تقليص هذا المساحة إلى أقل من 30 الف هكتار.وأوضح البيان كذلك أنه "خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية، حجزت السلطات المغربية أزيد من 100 طن من الشيرا، وفككت 98 شبكة للاتجار بالمخدرات".وأضاف البيان أن "الجهود المغربية معترف بها ويتم الترحيب بها ودفعت بدول الجوار الأورو-متوسطي إلى الانخراط فيها، مما سهل إحداث مجموعة الأربعة (المغرب، إسبانيا، فرنسا والبرتغال).وتتهم الرباط في بيانها الجزائر ب"الانخراط منذ مدة في منطق توجيه اتهامات ممنهجة للمغرب" في وقت تترأس فيه الجزائر اللجنة الفرعية المكلفة بمكافحة المخدرات التابعة لاتحاد المغرب العربي..وتقول السلطات المغربية إنه "بدلا من السعي إلى الدعوة لاجتماع هذه اللجنة حتى تعمل على توحيد الجهود الجماعية لبلدان المنطقة، لم تتخذ الحكومة الجزائرية أية مبادرة واختارت بدلا من ذلك نهج سلوك لا يسعى سوى إلى التنقيص من جهود المغرب".وتأسفت الرباط ل"عدم وجود أي اتصال أو لقاء أو تبادل للمعلومات بين المسؤولين الجزائريين والمغاربة"، معتبرة أن "التعاون المثالي مع إسبانيا، حقق نجاحا معترفا به جهويا، وقد يشكل مصدر إلهام" للجنابين.واعتبرت الرباط أنه "ليس سرا أن تهريب السجائر انطلاقا من الجزائر يبقى هو مصدر التمويل الأساسي للشبكات الإجرامية بما فيها الشبكات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل"، موضحة أن "الجزائر هي المصدر الأكبر للأقراص المهلوسة".وسبق للسلطات الأمنية المغربية أن أعلنت منذ بداية 2014 عن حجز أكثر من 143 ألف وحدة من الأقراص المهلوسة، فيما بلغ العدد سنة 2013 أكثر من 450 ألف قرص مهلوس.ويبقى المغرب رغم انخفاض المساحات المزروعة أول المنتجين العالميين للقنب الهندي حسب التقارير الدولية، حيث يبلغ الإنتاج السنوي حسب تقديرات التقرير السنوي للمكتب الأميركي الخاص بتتبع مكافحة المخدرات في العالم، 2000 طن سنويا، منها 1500 طن توجه إلى دول الاتحاد الأوروبي.