قال اللّه تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّه وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} البقرة:197. قال العلامة ابن كثير في تفسيره: قوله {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات} قال ابن عبّاس: لا ينبغي لأحد أن يُحْرِم بالحجِّ إلّا في شُهُور الحجّ. {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجّ} أي أوْجَب بإحرَامِه حجًّا. {فَلَا رَفَثَ} أي فلْيَجْتَنِب الرَّفَث وهو الجِماع. {وَلَا فُسُوق} المعاصي. {وَلَا جِدَال فِي الْحَجّ} فيه قولان: أَحدهما، ولا مُجادلة في وقت الحجّ في مناسِكه، والثّاني، المُخَاصَمَة. {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّه} لَمَّا نَهاهم عن إِتْيَان القَبيح قولًا وفِعلًا حثَّهم على فعل الجميل وَأَخبَرَهُم أنّه عالِم به وسَيَجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة. وقوله {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّاد التَّقْوَى} عن ابن عبّاس: كان أُناس يَخرُجون من أهلِيهم ليست معهم أَزْوِدَة يقولون نَحُجّ بيت اللّه ولا يُطْعِمنا؟ فقال اللّه تَزَوَّدُوا ما يَكُفُّ وُجُوهكُمْ عن النّاس. {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب} يقول:واتَّقوا عقابي ونكالي وعذابي لمَن خَالَفَنِي ولم يَأتَمِر بأمي يا ذوي العُقول والأفهام.