نظم عشرات المناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني، صباح أمس، وقفة احتجاجية سلمية، أمام المقر المركزي للحزب بالعاصمة، للمطالبة برحيل الأمين العام، عمار سعداني، ووقف عملية هيكلة المحافظات. اقتصر الحضور على مناضلين في قسمات ولايات سطيف، باتنة، برج بوعريريج، بسكرة، المسيلة والعاصمة، وفق شهادات منظمين للحركة الاحتجاجية التي تتزامن مع تحركات لنواب ومنتخبين في نفس الاتجاه. وطالب المحتجون، الذين كانوا يحملون صورا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بدورة طارئة للجنة المركزية وانتخاب قيادة جديدة. وتوجهوا بنداء إلى الرئيس بوتفليقة للتدخل لإنقاذ الحزب، كما رددوا شعار “ارحل” لسعداني الذي بقي منزويا في مكتبه. وقال متدخل: “بوتفليقة رجل ديمقراطي، تولى منصبه عبر الصندوق وننتظر منه أن يمد يده إلينا ويفرض اللجوء للصندوق لوضع حد للنزاع القائم في الحزب”. ولام مشاركون الأمين العام الحالي على غيابه في فترة الاحتفالات بعيد الثورة ال60، وتواجده شبه الدائم بفرنسا. وطالب المحتجون بوقف عملية الهيكلة الجارية التي سمحت، حسبهم، بالتمكين لموالين للمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، من الهيمنة على الهياكل الجديدة. وبرز أعضاء فيما يعرف بلجنة الوفاء لبلخادم بحضورهم في الوقفة، غير أنهم نفوا أي صلة لمستشار الرئيس السابق بالحراك الجديد. ومقابل حضور المناضلين البسطاء، لم يظهر في الساحة قادة المعارضة في الحزب، غير أن الموالين للأمين العام الحالي مقتنعون بأن المشاركين في الوقفة الاحتجاجية موكلون من قبل غاضبين من سير عملية الهيكلة الجارية، للتحرك وإزعاج القيادة الحالية. ولام السعيد بوحجة، مسؤول الإعلام في قيادة الحزب، المحتجين الذين فضلوا النزول للشارع. وقال في تصريح صحفي بمكتبه: “الحركة الاحتجاجية تفتقر للجانب الموضوعي والانضباطي”، مستغربا ترديد كلمة “ارحل” المستوردة، حسبه، من أدبيات الحركات السياسية المعارضة لما يعرف بالربيع العربي. وقال بوحجة: “كانت لديهم الفرصة لطلب مقابلة الأمين العام أو مسؤولي المكتب السياسي وإيصال مطالبهم المتعلقة بإعادة الهيكلة والتعيينات”. واكتفى عناصر الأمن، الذين تنقلوا إلى مقر الحزب، بمراقبة الوضع ومطالبة المحتجين بالابتعاد عن المدخل الرئيسي لمقر الحزب، كما تدخل ضابط شرطة لدى محتج لاحترام صورة الرئيس، قبل أن يتفرق الحضور، عازمين على العودة في موعد لاحق.