"أسوأ الخدمات البنكية قدمت للأسر الجزائرية" اعترف بنك الجزائر في تقريره الأخير بضعف التغطية المصرفية بالجزائر مقارنة مع الدول المجاورة، حيث يبقى الشباك الواحد من المصارف البنكية يتكفل بالتعاملات المالية لأكثر من 25 ألف نسمة، في الوقت الذي ارتفع عدد الحسابات المفتوحة على مستوى المصارف لصالح الزبائن في سن العمل إلى ما معدله 2.6 حسابا لكل شخص. حسب تقرير بنك الجزائر لسنة 2013، والذي تحصلت “الخبر” على نسخة منه، فإن مجموع شبابيك وكالات المصارف والمؤسسات المالية بلغ 1494 شباك مقابل 1478 في 2012، وهو ما يعادل شباكا واحدا لكل 25600 نسمة، مقابل 25370 نسمة في 2012. في نفس السياق، أكد ذات التقرير، أنه رغم التحسن التدريجي لمستوى الوساطة المصرفية من حيث ارتفاع عدد الحسابات ومستوى الودائع المجمّعة، إلا أنها “تبقى دون المستوى الذي بلغته بعض البلدان المتوسطية المجاورة للجزائر”. وحسب نفس التقرير، فإن الأداء المصرفي الضعيف خص جوانب “الخدمات المصرفية القاعدية للزبائن من الأسر وتوزيع القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويتأكد الاستقرار النسبي للصيرفة للسنة الماضية، حسب ما جاء في ذات التقرير، من خلال نسبة اليد العاملة الناشطة، إلى الشبابيك المصرفية والتي تبلغ 8 آلاف شخصا في سن العمل لكل شباك مصرفي مقابل 7700 شخص سنة 2012. بخصوص عدد الحسابات المفتوحة من طرف المصارف لصالح الزبائن المودعين، سواء تعلّق الأمر بحسابات بالدينار أو بالعملة الصعبة وحتى من طرف مراكز الصكوك البريدية، ارتفع عددها وفقا لتقرير البنك المركزي، من 2,5 حسابا سنة 2012 إلى 2,6 حسابا لكل شخص سنة 2013. أما بالنسبة للأشخاص الذين يفوق سنهم 15 سنة، فبلغ عدد الحسابات البنكية المفتوحة لصالح هؤلاء 1,2 حسابا لكل شخص مقابل 1,1 في 2012. للتذكير، فإن النظام المصرفي لسنة 2013 أحصى 29 مصرفا ومؤسسة مالية، منها ستة مصارف عمومية وصندوق التوفير و13 مصرفا خاصا برؤوس أموال أجنبية ومصرف واحد برؤوس أموال مختلطة. أما المؤسسات المالية، فقدّر عددها بثلاثة، من بينها اثنتان عموميتان، إلى جانب خمس شركات للاعتماد الإيجاري وتعاضدية للتأمين الفلاحي معتمدة للقيام بالعمليات المصرفية والتي أخذت نهاية 2009 صفة مؤسسة مالية. وتبقى التغطية البنكية في الجزائر هي الأضعف في منطقة المغرب العربي وبعيدة جدا عن المعدلات الدولية، حيث تقدّر بمتوسط شباك واحد لكل 9500 نسمة بالنسبة للمغرب وشباك واحد لكل 12000 نسمة بالنسبة لتونس، بينما يقدّر في البلدان الأوروبية بشباك لكل 1500 إلى 1700 نسمة، وهو ما يجعل الجزائر من أقل الدول استفادة من التغطية البنكية.