التلاميذ لم يلتحقوا بالمدارس والمحلات مغلقة عاشت مدينة سيدي لخضر، شرقي مستغانم، أمس، “أجواء حرب”، كما وصفها السكان، بعد محاولة قوات مكافحة الشغب للأمن الوطني تفريق المحتجين من مقر الدائرة، فقد اندلعت المواجهات مخلّفة أكثر من 10 جرحى، ثلاثة منهم في حالة حرجة. فرضت الأوضاع المضطربة شللا تاما عبر كامل المدينة، فقد أغلقت ثانويتا سيدي لخضر والمتوسطات الأربع وكل المدارس الابتدائية أبوابها، نهار أمس، ولم يلتحق بها التلاميذ والأساتذة والمعلمون، وتوقف تموين المدينة التي تقع على بعد حوالي 50 كيلومتر شرقي مستغانم، بالمواد الغذائية والخضر، واستحال العثور فيها على قارورة مياه معدنية، في ظل إغلاق الأغلبية الساحقة للمتاجر، خاصة تلك الواقعة قريبا من مقري الدائرة والبلدية. كانت الحياة في مدينة سيدي لخضر “شبه عادية”، خلال الأيام الثالثة الماضية، التي استغرقها التجمهر الشعبي أمام مقر الدائرة للمطالبة بتوقيف قرارات إغلاق مركز التخليص لشركة سونلغاز وقباضة الضرائب، إلا أن الأحداث تأزمت، صباح أمس، عندما حاولت قوات مكافحة الشغب للأمن الوطني فك الحصار عن مقر الدائرة ب القوة، فواجههم المحتجون بإحراق العجلات المطاطية التي اتخذوها متاريسا، ثم بدأت الملاحقات وإطلاق الغازات المسيّلة للدموع والرشق بالحجارة من طرف المحتجين، وهو ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص، حالة ثلاثة منهم حرجة. كما أوقفت الشرطة 30 شخصا، وهو ما أجج الغضب، فقد اقتحم المحتجون مقر الدائرة وأخرجوا الأثاث والملفات وكل ما وجدوه إلى الشارع وأحرقوه، وتراجعت الشرطة لكي لا تتأزم الأوضاع أكثر، خاصة بعد انتشار إشاعة وفاة محتجين، وهو ما تأكدت “الخبر” من عدم حدوثه، وهي الأحداث التي جعلت المحتجين يرفعون سقف مطالبهم، وعلى رأسها “إنهاء مهام رئيس الدائرة، الذي لم يفعل أي شيء لتوفير ما يحتاجه سكان”، كما اشترطوا إطلاق سراح كل الموقوفين. ولم يجد المحتجون أي مسؤول يحاورهم أو يهدئ غضبهم، ولم يظهر أثر لرئيس الدائرة، الذي طلب من الوالي فك حصار الدائرة عن طريق القوة. كما اختفى رئيس البلدية وكل المنتخبين عن الأنظار، ولم يتنقل أي نائب في البرلمان أو مسؤول حزبي إلى المنطقة. كما طالب المحتجون بتوفير كل ما يحتاجه سكان هذه الدائرة من هيئات وهياكل عمومية من فروع للبنوك، ومفتشية للضرائب، وفرع لمؤسسة المياه، ومركز لشركة سونلغاز وآخر لمؤسسة اتصالات الجزائر، وكذا مستشفى وغيرها. وإلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس، بقي الوضع مكهربا في مدينة سيدي لخضر.